باحث سياسي عن الأزمة الروسية - الأوكرانية: نشهد حالة من تضارب المعلومات والحرب النفسية المتبادلة
قال محمد حسن باحث في السياسات الدفاعية، إن الأزمة الأوكرانية تعيش بالفعل أولي فصول الحرب الهجينة، وهي تلك الحرب التي تشهد مزيجاً بين أدوات الحرب النفسية والمعلوماتية و السيبرانية وصولاً إلى الهجمات الإرهابية، ففي الحالة الأوكرانية نري أن الحرب النفسية والمعلوماتية قد انطلقت بالفعل منذ عدة أسابيع، ووصلت إلى مستوى قياسي هذا الأسبوع.
وتابع حسن في تصريحات خاصة لـ “الدستور” "فمثلا الجانب الروسي يقوم بتحريك تشكيلاته التعبوية باتجاه اقرب نقطة من الحدود الاوكرانية خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية ارتفاع أعداد الكتائب والمجموعات القتالية الروسية قبالة الحدود الاوكرانية من 87 إلى 105 كتيبة، علاوة على تحريك بعض الوحدات المدفعية والمشاة الميكانيكية إلى مواقع هجومية، وتمثل هذه الحركة تغييراً منذ يوم الأحد الماضي عندما غادرت بعض الوحدات القتالية الروسية مواقع التجمع والتحشيد، لكنها لم تتخذ مواقع وأوضاعاً هجومية بعد فيما تتضارب تصريحات الرئيس الروسي ووزير الخارجية حول الحلول الدبلوماسية والحوار، مع رفع التصعيد الميداني وتحشيد أكثر من نصف القوات البرية الروسية قبالة الحدود الاوكرانية من ثلاثة محاور، الشرق "دونباس"، والجنوب "القرم"، والشمال "بيلاروس"، ويأتي هذا بالتوازي مع نقل وسائل إعلام عن وزارة الدفاع الروسية أن بعض القوات في المواقع العسكرية القريبة من الحدود الأوكرانية بدأت في العودة إلى قواعدها العسكرية الرئيسية بعد استكمالها للتدريبات.
ولفت حسن إلي أنه على الجانب الأوكراني نشهد تضارباً في التصريحات أيضاً، حيث ألمح السفير الأوكراني في لندن، ان بلاده يمكنها التخلي عن الانضمام لحلف الناتو لمنع نشوب حرب مع روسيا. فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن أوكرانيا مازالت تسعى للانضمام لحلف الناتو، معللاً ذلك بأنه يضمن أمن أوكرانيا.
وقال حسن إن الجانب الأمريكي فقد حدد الرئيس جو بايدن، بناءً على تقييمات وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، موعد الغزو الروسي، يوم الأربعاء 16 فبراير، فيما لدى الأوروبيين معطيات مغايرة حول موعد الغزو تختلف مع التقديرات الأمريكية. كما أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن، يتوجه إلى بروكسيل للقاء نظرائه في الناتو قبل التوجه إلى دول البلطيق وبولندا.
وتابع حسن "نحن نشهد حالة من تضارب المعلومات والتحليلات، ومزيج من الحرب النفسية المتبادلة من كل طرف، وقد تطول أنماط الحرب النفسية والمعلوماتية خاصة وأن منطقة شرق أوروبا تمثل نقطة صراعية شديدة الاهمية لنفوذ الولايات المتحدة وروسيا، فمن يحكم نفوذه على هذه المنطقة امتلك مفاتيح البلقان و البلطيق وأوروبا الوسطى، وكلها نقاط حاكمة في الانتشار العسكري الأمريكي وخاصة على مستوى الدرع الصاروخية".
واختتم حسن تصريحاته قائلا "بعيداً عن أدوات وتكتيكات الحرب النفسية والمعلوماتية تلك، فإن مبعث التوترات في المنطقة يظل صراع الهويات والقوميات، ما يعزز من احتمالات استمرار التوترات الأمنية، حيث تستخدم موسكو وجود القوميات الروسية داخل دول البلطيق وشرق أوروبا كذريعة للتدخل ومنطلق لمشاريع القضم التدريجي للأراضي على غرار ضم شبه جزيرة القرم".