«لاسا» في بريطانيا: لماذا تستوطن الأوبئة إفريقيا رغم التلقيحات؟
فيروس جديد يسمّى «لاسا» ظهر في بريطانيا خلال الأيام القليلة الماضية، منتقلًا من بعض مناطق غرب أفريقيا المتوطن فيها وهاجم 3 مواطنين ينتمون إلى عائلة واحدة عادت مؤخرًا من غرب إفريقيا.
أفريقيا اشتهرت بين باقي قارات العالم بأنها موطن الأوبئة القاتلة وكانت منبع الكثير من المتحورات التي حدثت لفيروس كورونا، لكن لماذا تستوطن الأوبئة القارة؟ “الدستور” تستعرض في السطور التالية القصة الكاملة وما فيها من تفاصيل.
محمد محمود، أستاذ علم المناعة، قال إن أغلب دول أفريقيا ليس لديها نظام صحى قوي يستطيع التعامل مع الأمراض والأوبئة لذا تكون الأوبئة ملاذ آمن لها، مضيفًا أنه رغم المساعدة الدولية التي تتلقاها بعض دول القارة لتوفير اللقاحات اللازمة لتلقيح الأطفال على حد الخصوص من بعض الأمراض كالحصبة والجُّديري المائي، إلا أنها ما زال أمامها شوط كبير لتخطي الصعوبات التي تواجه الأنظمة الصحية بها.
وتابع أن جنوب أفريقيا خرجت منها أغلب متحورات كورونا تيجة لاختلاف معدلات التطعيم باللقاحات ما بين الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا والدول النامية والفقيرة في القارة، ما جعل معدل الإصابات والوفيات بالدول الفقيرة في ارتفاع نتيجة قلة التطعيمات.
منظمة الصحة العالمية كانت على خط الأزمة وقالت إنه بالرغم من الجهود المبذولة، إلا أن عدة أمراض مثل الحصبة والتيتانوس اختفت من عدة مناطق بالعالم، إلا أنها لازالت مستوطنة القارة الأفريقية، مضيفة أن هناك تباطؤ في تغطية عدة أمراض على صعيد القارة حيث ارتفع متوسط التغطية بتطعيم الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي من 57% خلال 2000 إلى 80% خلال 2014، لكن أقل من نصف دول القارة فقط (23 دولة من بين 54 دولة) استطاعت الوصول إلى الهدف الذي تم تحديده خلال 2012 عن طريق الخطة العالمية للقاح التي تعهدت بإيصال التطعيمات لأكثر من 90% خلال عام 2014.
كانت السلطات الصحية في بريطانيا قد أعلنت عن حالة وفاة جراء مرض يعرف بـ"حمى لاسا وتعد حمى "لاسا" وهي اضطراب صحي ذو منشأ حيواني، مرضًا متوطنا في بعض مناطق غرب إفريقيا، وتنجم حمى "لاسا" عن الإصابة بـ"لاسا"، فيما لم تسجل بريطانيا سوى ثماني حالات بالمرض منذ 1980، دي هذا المرض إلى وفاة 5 آلاف شخص في العام، وتدرجه المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها ضمن الأمراض المتوطنة في مناطق من غرب إفريقيا.
عادة ما تكون الأعراض تدريجية، وتبدأ بالحمى والضعف العام والشعور بالضيق، وبعد أيام قليلة قد يكون هناك صداع والتهاب في الحلق وآلام في العضلات وآلام في الصدر وغثيان وقيء وإسهال وسعال وآلام في البطن، بحسب منظمة الصحة العالمية. وفي الحالات الشديدة قد يكون هناك تورم في الوجه، وسوائل في تجويف الرئة ونزيف من الفم أو الأنف أو المهبل أو الجهاز الهضمي وانخفاض ضغط الدم.
أشارت المنظمة العالمية إلى أن نيجيريا كانت تضم نصف عدد حالات شلل الأطفال في العالم حتى 2012، موضحة أن الجهود تضافرت من جانب المسؤولين في الحكومة والقائمين على القطاع الصحي والمؤسسات المدنية والشركاء الدوليين حتى اختفى شلل الأطفال من نيجيريا منذ يوليو 2014.
وعلى الرغم من تمكن العديد من الدول الوصول إلى الهدف وخفض عدد الإصابات، إلا أن الوضع لازال حرجًا في القارة الأفريقية، وتشير أصابع الاتهام، في هذا الصدد، إلى أن السبب يرجع إلى عدم المساواة بين الأغنياء والفقر.
ولم يكن «أوميكرون» الذي تم التعرف عليه في جنوب أفريقيا، هو التحور الأول الذي يخرج من دول نامية، بل خرجت أغلب متحورات كورونا من هناك، منها «بيتا» وأبلغت عنه وزارة الصحة في 18 ديسمبر 2020، وكان أكثر انتشارًا بين الشباب الذين لا يعانون من أمراض صحية مزمنة، وساهم في زيادة إصابات المواطنين خلال الموجة الثانية من الجائحة في البلاد.