14 فبراير.. أول صوم متصل لأقباط مصر بمعدل يومين
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية غدًا ببدء صوم أهل نينوى المعروف شعبويًا بصوم يونان، ويسبق صوم أهل نينوى الصوم الكبير بأسبوعين ليعتبره الأقباط بمثابة التمهيد له.
ويستغرق الصوم 3 أيام يصوم فيها الأقباط عن المأكولات والمشروبات مع حضور القداسات التي تنتهي في الرابعة من عصر اليوم.
ويصام في ٢٠٢٢ يومان فقط بشكل انقطاعي بالنسبة لصوم أهل نينوى وذلك لحلول عيد دخول المسيح إلى الهيكل في أحد أيام الصوم الثلاث، ما يسفر عن عدم وجود صومًا انقطاعيا في ذلك اليوم.
ويُسَمّيه أبناء الكنيسة في العراق باسم "صوم الباعوثا"، وقال البابا الراحل شنودة في دراسة كان قد أطلقها حول صوم يونان إن قصة يونان النبي هى قصة صراع بين الذات الإنسانية والله.
ويونان النبي كان إنسانا تحت الآلام مثلنا. وكانت ذاته تتعبه. فهو الذي يريد أن يسير في طريق الله, ينبغي أن ينكر ذاته, يجحدها وينساها, ولا يضع أمامه سوي الله وحده. ومشكلة يونان النبي أن ذاته كانت بارزة ومهمة في طريق كرازته وكانت تقف حائلا بينه وبين وصية الله ولعله كثيرا ما كان يفكر في نفسه هكذا:"ما موقفي كنبي, وكرامتي, وكلمتي, وفكرة الناس عني؟؟ وماذا أفعل إذا اصطدمت كرامتي بطريقة الله في العمل؟.. ولم يستطع يونان أن ينتصر علي ذاته".
واضاف:"كلفه الله بالذهاب إلي نينوى, والمناداة بهلاكها... وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها أكثر من 120000 نسمة، ولكنها كانت أممية وجاهلة وخاطئة جدا, وتستحق الهلاك فعلا. ولكن يونان أخذ يفكر في الموضوع: سأنادي علي المدينة بالهلاك, ثم تتوب, ويتراءف الله عليها فلا تهلك، ثم تسقط كلمتي, ويكون الله قد ضيع كرامتي علي مذبح رحمته ومغفرته. فالأفضل أن أبعد عن طريقه المضيع للكرامة!! وهكذا وجد سفينة ذاهبة إلي ترشيش, فنزل فيها وهرب. لم يكن يونان من النوع الذي يطيع تلقائيا. إنما كان يناقش أوامر الله الصادرة إليه".