بيت العائلة المصرية.. والجمهورية الجديدة
تشرفت مؤخرًا بالمشاركة فى بعض اللقاءات والندوات التى ينظمها "بيت العائلة المصرية"، وهو ذلك الكيان المحترم الذى تم تأسيسه عام 2011 فى ظل الظروف القاسية التى كانت الدولة المصرية تمر بها فى هذا الوقت.. وذلك عندما اقترح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على قداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إنشاء هذا الصرح الدينى المعتدل لمساعدة الدولة المصرية فى التصدى لمحاولات تغَول المتطرفين وجماعات الشر لإسقاط الوطن، حيث تعاون بيت العائلة مع مؤسسات الدولة الوطنية فى التصدى لمحاولات بث الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد والحفاظ على الهوية المصرية.
وخلال تلك الفعاليات لاحظت، بل وتأكدت، أن هذا الدور الذى يسعى بيت العائلة إلى تحقيقه يتسق تماماً مع ذات التوجهات التى يسعى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إرسائها ووضع دعائمها فى الجمهورية الجديدة.. تلك الجمهورية التى تقوم على الشفافية والعدل والمواطنة والحفاظ على وحدة الوطن وحماية المواطنين ولعل قيام السيد الرئيس بتعيين معالى المستشار الجليل بولس فهمى كأول مسيحى فى تاريخ الدولة المصرية يتولى رئاسة المحكمة الدستورية العليا خير دليل على ما ينادى به سيادته وأيضًا يسعى مسئولو بيت العائلة المصرية إلى تحقيقه والمحافظة عليه، ومن هنا فقد كان فضيلة الإمام الأكبر هو أول من قام بالتهنئة على تولى هذا المنصب الرفيع وهو ما يشير ويؤكد أن الدولة ومؤسساتها الدينية تؤيد وتدعم توجهات وسياسات السيد رئيس الجمهورية.
ومن هذا المنطلق أيضاً فقد جاءت الفعاليات التى يقوم بها بيت العائلة المصرية، والتى يشرف عليها بكل جهد مخلص كل من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر والمنسق العام لبيت العائلة، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى والأمين المساعد لبيت العائلة؛ لتفعيل دور هذه المنظومة الدينية السمحة والمعتدلة فى إطار توجهات فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا تاوضروس.
لقد أعلن الأزهر والكنيسة شعار "معًا لمكافحة الإرهاب والفتن" أثناء أحداث أعوام 2011 حتى 2014، حيث كان هناك دور ملموس فى وأد الفتن ومقاومة محاولات شق الصف بين أبناء الوطن، خاصة فى محافظة المنيا، وهو ما كان محل تقدير من طوائف الشعب المختلفة وكذلك القيادة السياسية للبلاد.. وما زال مسئولو هذا الصرح العظيم الذى يضم العديد من رجال الدين الإسلامى والمسيحى المشهود لهم بالوسطية والاعتدال ومعهم كوادر أخرى من المثقفين والمفكرين ورجال العلم يحاولون تفعيل دور بيت العائلة لينتشر بين ربوع البلاد ليشمل المحافظات المختلفة وأيضاً التخصصات التى من الممكن أن تعاون أجهزة الدولة عند الطلب تحقيقاً لسرعة التدخل عند حدوث أى محاولة لشق الصف بين عنصرى الأمة من خلال إثارة النعرات الطائفية أو الفتن والشائعات والتى قد تترتب عليها خسائر مادية وبشرية نحن جميعاً فى غنى عنها.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن بيت العائلة المصرية يتضمن ثمانية لجان كل منها يتولى أحد الملفات المهمة التى تمثل جانباً من جوانب دعم الدولة المصرية ولا شك أن هناك رغبة حقيقية وإرادة قوية لتفعيل دور هذه اللجان، وهو ما يسعى كل من فضيلة الدكتور أبوزيد الأمير ونيافة الأنبا أرميا الى تحقيقه خلال المرحلة المقبلة، حيث يؤكدان دائماً أن تلك اللجان يجب أن تساند الدولة وأجهزتها المختلفة فى تحقيق أهدافها المرجوة، وذلك فى إطار الدور المرسوم لها بالتعاون مع تلك الأجهزة ووفقاً لرؤيتها.
وبمناسبة مرور 10 سنوات على قيام بيت العائلة فقد أقيمت على هامش معرض الكتاب وفى جناح الأزهر الشريف ندوة شارك فيها الدكتور الأمير والأنبا أرميا خرجت بالعديد من التوصيات لعل أهمها:
- العمل على رصد ومتابعة الأحداث والأماكن المختلفة التى من الممكن أن تكون مصدرًا لإشعال الفتن الطائفية بها والعمل على علاجها قبل تفاقمها.
- عقد ندوات توعوية مستمرة بين الشباب بصفة عامة وشباب الجامعات بصفة خاصة لحمايتهم من أخطار تلك الفتن وهذه المحاولات التى تسعى إلى إحداث الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد ونشر ثقافة وروح الاعتدال والوسطية بينهم.
- التنسيق مع الأجهزة المختلفة لتحديد الأدوار التى من الممكن أن يكون لبيت العائلة دور داعم لها ومكمل لأداء رسالتها فى إطار رؤية القائمين على تلك الأجهزة.
لقد أصبحت مصر فى ظل قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وفى إطار دعمه المستمر لمؤسسات الدولة الدينية، سواء الإسلامية أو المسيحية نموذجًا فريدًا للتعايش الذى سوف تتميز بها جمهوريتنا الجديدة التى تتسع للجميع وتقبل التعددية وتلتزم بالوسطية وتتمسك بالإنسانية.. تحيا مصر.