إمام بالأوقاف يروى قصة الـ 99 نعجة ورسالة الله لـ«داوود عليه السلام»
قال الشيخ محمد أبو بكر، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إن الله تبارك وتعالى يعلم أنبيائه من خلال المواقف الحياتية، ويؤدب ويهذب أنبيائه من خلال مواقف تحدث أمام أعينهم، حتى يعلمهم ألا يتسرعوا في الحكم دون سماع جميع الأطراف.
وأضاف فى مقطع فيديو مصور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، أن هناك موقف عن سيدنا داوود عليه السلام الذي كان عابدًا قانتًا، فقد مدحه الله في القرآن كثيرًا، فقد كان يجلس فى المحراب يتعبد لله سبحانه وتعالى، وفجأة دخل عليه شخصين من غير الطريق المعهود.
وتابع: وقفوا أمام سيدنا داوود، وقالا له بيننا مشكلة ونريد أن تحلها وتحكم بيننا بالحق، وبدأ سيدنا داوود يسمع لهما قصة الـ99 نعجة التي وردت في هذه الآية: "إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ"، فسيدنا داوود لم يسمع الطرف الآخر وحكم فى القضية مباشرة وقال:"قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ"ـ أى كثير من الشركاء يظلمون بعضهم إلا أهل الإيمان.
وأوضح أن الاثنين المتخاصمين أعطوه ظهرهم واختفوا تمامًا، ففهم سيدنا داوود أن الأمر تربية وتهذيب وتعليم، وأن الأمر ليس مجرد أمر عادى فهو خطير وفهم أن الاثنين ملائكة من ملائكة الرحمن حيث أراد الله أن يعلمه الله من واقع الحياة، وإذا أردت أن تفصل بين الناس لابد أن تسمع لجميع الأطراف وأهل المظالم ثم تقضى بيهم، فلا يجوز أن تسمع لطرف دون الآخر، ثم تحكم بعد ذلك.
ونوه بأن سيدنا داوود أدرك أنه وقع فى خطأ ما ثم عاد إلى الله مستغفرًا لربه، وذلك قال الله" فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ"، فالله وعد سيدنا داوود يوم القيامة أن له يوم القيامة له مقربة عند الله.