دراسة جديدة لـ«المركز المصرى للفكر» حول هجوم الحوثيين على الإمارات
أصدرت وحدة الدراسات العربية والإقليمية، بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دراسة جديدة تحت عنوان "مقاربة من نوع خاص: لماذا يهاجم “الحوثيون” الإمارات؟، والتى أوضحت أن الحوثيين أقدموا على تكثيف الهجمات العدوانية على الأراضي الإماراتية في شهر يناير الماضي بالتزامن مع الانتصارات التي حققتها قوات ألوية العمالقة في اليمن خلال الأسابيع الماضية.
وأضافت الدراسة، أنه بعد المكاسب والانتصارات التي نجحت في تحقيقها في الساحل الغربي لليمن، تقدمت قوات العمالقة، المساندة للحكومة الشرعية في اليمن، خلال الفترة الماضية صوب تحرير مدن ومديريات من الحوثيين بمحافظة شبوة جنوبي اليمن خلال عملية “إعصار الجنوب” التي انطلقت مع بداية العام الجديد 2022، واستطاعت هذه القوات تحرير مدن النقوب وعسيلان في شبوة وبدأت تتجه لتحرير مدينة العليا في بيجان.
وأشارت إلى أنه تعد تلك الهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثيين ذات دوافع متعددة، يمكن أن تفسر لنا سبب هذا التحول الإيراني السريع من الحديث حول التقارب مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى الاعتداء على أراضي هاتين الدولتين،
وأوضحت الدراسة أن ضعف الحوثيين كان واضحاً في ثنايا التصريحات التي أدلى بها القيادي “الحوثي” محمد الغماري يوم الخميس 4 فبراير 2022 وحاول من خلالها على ما يبدو ترميم “روح” الحوثيين المعنوية بعد الضربات التي تلقتها إثر تقدم ألوية العمالقة، حيث زعم الغماري أن الحوثيين لديهم “سلاح رادع إستراتيجي” لمواجهة التحالف العربي الداعم لألوية العمالقة. فعند النظر إلى إشارة وتهديد الغماري، المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية، بأن “التحولات المستقبلية ستكون أسوأ” حال استمرار تلقي الحوثيين الهزائم، التي لم يشر إليها صراحة بالطبع، يمكننا تفهّم ماذا يهاجم الحوثيون الإمارات والسعودية؟.
وأكد التقرير أن الهجمات الحوثية على الإمارات كانت بمثابة رسائل إلى أبو ظبي وألوية العمالقة لوقف تقدمهم على مختلف الجبهات اليمنية، خاصة في شبوة التي تتمتع بأهمية خاصة نظراً لاحتوائها على موارد طبيعية حيوية أهمها حقول النفط ومنشآته وميناءان استراتيجيان لتصدير النفط والغاز، إذ تطل شبوة على بحر العرب وسواحله.
وفيما يتعلق بمسار فيينا النووي، أشارت الدراسة إلى أنه يبدو واضحاً أن أحد أهداف هجمات الحوثيين، المدعومين بالأساس من طهران، ضد الإمارات في الآونة الأخيرة تتمحور حول التأثير على مسار المفاوضات النووية الجارية بين إيران والقوى الكبرى في النمسا، إذ تعتقد طهران أن مثل هذه الهجمات سوف تضغط على المفاوضين الأوروبيين والأمريكيين باتجاه قبول تنازلات إيرانية أقل ومكاسب أكثر، ولعل توقيت هذه الهجمات قبل محادثات مباشرة مرتقبة بين الأمريكيين والإيرانيين، قد تنعقد بوساطة قطرية، يؤكد على مثل هذا التوجه.