جرائم الاخوان....وإنتصار الهوية
انتهت بالأمس فعاليات الدورة الثالثة والخمسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب والذى شهد العديد من اللقاءات والندوات التى إقيمت معظمها تحت شعار
"هوية مصر...الثقافة وسؤال المستقبل" حيث كانت معظم تلك الندوات تدور حول هذا الشعار الذى يهدف إلى الحفاظ على الهوية المصرية وترسيخ الوعى بها وحمايتها من أى مؤثرات خارجية أو محاولات للتأثير على شبابها.
وقد تشرفت بالمشاركة فى إحدى تلك الندوات والتى جاءت تحت عنوان "إنتصار الهوية المصرية...توثيق جرائم الأخوان" والتى شارك فيها قامات ثقافية وفكرية ووطنية متميزة حيث تناولت كافة التحديات التى واجهتها الدولة المصرية والمخاطر المتعلقة بها إبان ممارسات جماعة الأخوان الإرهابية ضد الدولة المصرية وكيفية تصدى مؤسسات الدولة الوطنية لهذه المخاطر فضلاً عن تلك المرتبط منها بقضايا الهوية المصرية.
وقد تلاحظ لى أن الغالبية العظمى من الحضور من العناصر الشبابية التى نفتخر بها والذين كان لهم حضوراً متميزاً سواء فى الاستماع أو فى المناقشات والتى أظهرت كم الثقافة والوعى الذى يتمتعون به.
كان الهدف من هذا الملتقى توثيق جرائم جماعة الأخوان الإرهابية ومحاولات تزييف الوعى الذى حاولت تلك الجماعة القيام به على مدار تاريخها و لا تزال تفعله حتى الأن...حيث حاولت ترسيخ فكرة عدم وجود هوية أو وطنية حتى انهم يطلقون على الوطن انه "حفنة من تراب عفنه" ولا يستحق الولاء أو الانتماء فأحلوا القتل وسفك الدماء وكانوا دائماً اصحاب الفتن فى المجتمع العربى خاصة وانهم دأبوا على تفسير آيات القرآن الكريم والسنة النبوية وفقاً لأغراضهم واهدافهم وانهم دائماً كانوا اداة للحرب على الاسلام وليس دعماً له.
وقد أرتأى المشاركون فى تلك الندوة ضرورة الاستمرار فى مثل تلك اللقاءات حيث اننا مازلنا نواجه خطر تلك الجماعة التى تحاول بين الحين والاخر ان تبث سمومها وهو ما حدث جلياً فى احداث يناير 2011 لولا ان تنبه الشعب المصرى الى خطورة ما ترتكبه جماعة الاخوان من محاولات تغيير هوية أو مزاج هذا الشعب بصياغتها بطريقتها الخاصة محاولة اتباع سياسة الإقصاء والاستبعاد فى حين ان هوية الشعب المصرى الحقيقية تقوم على فكرة التعدد والمشاركة الجماعية فى امور الحياة المعيشية والسياسية والثقافية.
ان القارئ لتاريخ جماعة الاخوان منذ تأسيسها عام 1928 فى مصر أو عند تاسيس افرع واحزاب اخرى لها فى عدة دول عربية يجد انهم قد بداوا دعوتهم بمنطق دعوى من اجل الاسلام فى بادئ الامر وسرعان ما اعلنوا فى مؤتمرهم العاشر عام 1938 تحول الفكرة من الدعوة للاسلام الى الدعوة الى السياسة ودخولهم هذا المعترك وبدأوا منذ ذلك التاريخ فى خلط الدين بالسياسة وتغير سلوكهم الى العنف والقتل وبث روح التفرقة بين ابناء الشعب الواحد كما انهم استخدموا اساليب العزل السياسى وضرب اجهزة الشرطة وإلصاق التهم للقوات المسلحة والقضاء بالاضافة الى ممارسة الارهاب الفكرى على الشعب قبل الانتخابات السياسية وحاولوا دفع البلاد الى الهاوية وتجريدها من الهوية المصرية .
وهنا لابد ان نشير الى ان القوات المسلحة المصرية كانت هى المؤسسة الوطنية الوحيدة التى ظلت فى حالة تماسك كامل طوال فترة حكم الاخوان ولم تستطع تلك الجماعة اختراقها أو الوصول الى اى وسيلة للتأثير عليها وسرعان ما تمكن جهاز الشرطة ايضاً فى استعادة توازنه بدعم كامل من القوات المسلحة التى كان يقودها فى ذلك الوقت السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيراً للدفاع.
وفى نهاية تلك الندوة ونتيجة لتلك الحالة من التركيز والاهتمام من السادة الحضور فقد خرجت عدة توصيات لعل اهمها إطلاق مشروعاً بحثياً لإختيار افضل كتب مخطوطة فى الدراسات المتعلقة بالجماعات المتطرفة وافكارها...بالاضافة الى العمل على تحديث قواعد البيانات الخاصة المرتبطة بالجماعات المتطرفة وافكارها....وكذلك الدعوة الى تأسيس متحف قومى لتوثيق وعرض جرائم جماعةالاخوان تنبثق منه معارض تنتشر فى ربوع مصر للتوعية بجرائم الجماعات الارهابية المتطرفة.
ما أحوجنا بالفعل الى الاهتمام بعقد مثل تلك الندوات والملتقيات الفكرية والثقافية التى تهدف الى حماية الهوية المصرية من محاولات التأثير عليها وتشويهها بحسبان ان ذلك سوف يحفظ لوطننا الغالى هويته وقيمته العالية ويكون منطلقاً لمستقبل واعد يشارك فيه ابناء المستقبل وشباب الغد لتحقيق الجمهورية الجديدة التى يسعى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لإرساء دعائمها يوماً بعد يوم بإذن الله.. وتحيا مصر.