العطار وحبة غلة البنات
هى.. من تصنع الابتزاز والتنمر والتحرش والإرهاب حتى الموت..
هى.. نصف المجتمع تنجب.. وتربى النصف الآخر..
هو.. فى النهاية إنتاج امرأة..
هى.. فى النهاية نتاج أسرة ومجتمع، ومدرسة إن وجدت..
هى.. فى العصور السابقة.. تربت على عادات وتقاليد إهانة المرأة، وجعلها فى مهب الريح..
هى.. العار فى مجتمعات.. ما زالت حتى الآن أسيرة للأفكار والعادات والتقاليد المميتة..
هى.. رحلة كفاح بدأت من هدى شعراوى (1879 – 1947) المناضلة التى طالبت بحق المساواة فى التعليم بين الرجل والمرأة.. ولم تكن تتصور أن التطور ربما يكون سبب مأساة المرأة المصرية.
هل المجتمع المصرى اليوم مستعد لاستخدام التكنولوجيا فى خدمة الإنسان والإنسانية؟
المجتمعات النامية والمجتمعات العربية تستخدم معظمها التكنولوجيا فى تحقيق الأوهام. وقد نجح الغرب بشركاته عابرة القارات فى استعمار عقول الكثير منهم. تطور الاستعمار من تحريك الجيوش والدبابات إلى السيطرة على البلاد بالتكنولوجيا السوداء والمنصات الإلكترونية وتطبيقات ألعاب الأطفال. والاستعمار يكون أيضًا بالقروض والفيروسات.. عدة أشكال للاستعمار وأسهلها وأسرعها تحقيقًا لأهدافهم هو حقبة الموبايل وحقبة ما بعد الإنترنت.
ومنطقيًا يكون السؤال فى تلك القضية: هل المجتمع الريفى والمجتمع الصعيدى يستطيع أن يتعامل مع هذه التحديات، وهل يختلف فى ذلك عن مجتمع المدينة والحضر؟
كل مجتمع له طبيعة مختلفة، وبالأخص مجتمعات النجوع والقرى. وهو ما يتطلب منا أن نتذكر ونحن فى طريقنا إلى الجمهورية الجديدة أن الفكر المتشدد.. معشش فى العقول. وأن رحلة التوعية لا بد أن تبدأ من هناك.. من القرى والنجوع.
مؤخرًا رحلت طفلة ضحية عمرها 15 عامًا من محافظة الشرقية بحبة الغلة المميتة، والمتسبب فى ذلك.. امرأة قامت بابتزازها وإرهابها والضغط عليها.
فى هذه القضية.. لعبت المرأة الدور بدلًا من الرجل، ولكن بالعقلية الذكورية نفسها.. نفذت الابتزاز والإرهاب حتى إجبار الطفلة الضحية على الموت. لقد طلبت المرأة المجرمة التى تسكن بجوارها مقابلًا ماديًا فى سبيل مسح الصور المفبركة بعد الإعلان عنها وعرضها على صفحات الفيسبوك. ولكن هايدى صاحبة القلب الهش.. الطفلة الضحية للمجتمع الذكورى.. لم تتحمل تلك القسوة ولم تتحمل تحديات التطور الذى تسبب فى فضحها والتشهير بها.
لا تملك الدفاع عن نفسها، وهانت عليها حياتها، وفقدت الأمل فى الحياة والحلم، وقتلت براءتها فى عيون الإنسانية.. قتلوها بالتشهير والغيرة المميتة أو الأصح قتلت بسبب الغيرة والنفوس المريضة والناقصة.
ردود فعل المجتمع.. مبهرة عندما تستخدم التكنولوجيا السوداء.. لأنه مجتمع غير مستعد..
نعم مجتمع غير مستعد للتطور.. والتطور لن يرحم أحدًا كما كتبت قبل ذلك.
ماذا بعد ونحن على مشارف الميتافيرس، والموت بالفيروسات غير المؤكد إلى الآن مصدر تصنيعها ونشرها فى العالم..
لدى الفتيات الصغيرات خوف مرضى من الخطأ.. يبدأ من سنوات عمرهن الأولى. وهو أمر يحتاج توعية تربوية بأهمية وجود قنوات اتصال إنسانية وحقيقية بين الآباء والأبناء لما تمثله كأعظم شبكة آمان لهن وللأطفال بوجه عام.
إن علاقة الآباء بالبنات، والصراحة بينهما.. تمنع حدوث كوارث كثيرة..
نحن لا نملك سوى الحب فى علاقتنا ببناتنا وأبنائنا..
التدين الحقيقى.. لا يفرق بين الأبناء.. أولادًا وبنات فى التربية كمًا وكيفًا.
من الآخر..
فى ظل السماوات المفتوحة..
المناعة الإنسانية فى التربية.. أفضل بكثير من المنع والتحريم والخوف.