صحيفة عمانية: القضية الفلسطينية المحرك الأساسي للأزمات بالمنطقة
رأت صحيفة "الوطن" العمانية، اليوم الثلاثاء، أن القضية الفلسطينية تظل هي المحرّك الأساسي للأزمات في المنطقة، ولا يُمكن تصور عودة الهدوء إلى الشرق الأوسط دون إيجاد حل عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم، تحت عنوان "رسالة تحذير فلسطينية"، إن الأزمات العالمية، اقتصادية كانت أو سياسية، تتداعى واحدة تلو الأخرى في الفترة الأخيرة، وتأثرت نتيجة تلك الأزمات مخططات وبرامج النُّمو على مستوى العالم، وتأثر المواطن خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط المُهدَّد أصلًا بالعديد من المشاكل والتحدِّيات الكبرى، فهي منطقة على صفيح ساخن مليئة بالصراعات الإقليمية، ولكن تبقى قضية فلسطين هي المُحرِّك الأساسي للأزمات في المنطقة.
وأشارت إلى أنه على الجميع إقليميًّا وعالميًّا، أنْ يتعاطى مع التصريحات التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجدية، وعلى المجتمع الدولي التصدي بجدية وإجبار إسرائيل على وقف الاعتداءات اليومية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، والجلوس على طاولة المفاوضات بمرجعية القرارات الشرعية الدولية، وتقبل الحقوق الثابتة والراسخة للشعب الفلسطيني، دون الاعتماد على ما قامت به إسرائيل من محاولات سرقة تسعى إلى تغيير الواقع على الأرض، وفرض واقع جديد يتناسب مع الرغبة المحمومة في التهام معظم الأراضي الفلسطينية، وإلغاء المزيد من الحقوق الفلسطينية.
ولفتت إلى أن المنطقة شهدت أزمات كثيرة برغم السَّعي الفلسطيني الدؤوب نحو إقامة سلام عادل وشامل، وتحمّل المنغصات اليومية والالتزام بالخيارات التي تحافظ على شعرة السلام في المنطقة، لذا فعندما يفقد الفلسطينيون صبرهم ويتحدثون بوضوح عن إعادة النظر في الوضع القائم بأسره، في الخيارات الفلسطينية كلها، وفي العلاقة مع إسرائيل، حيث كرّر الرئيس الفلسطيني جملة بأنَّنا سننظر في خياراتنا كُلِّها، فهي رسالة من فقَد صبره نتيجة الإرهاب الإسرائيلي، لقد أثبت الفلسطينيون حرصهم على إنجاح الجهود الدولية الرامية لإيجاد حلٍّ عادلٍ للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وأوفوا بكُلِّ الالتزامات، ولم يكونوا أبدًا حجر عثرة أمام تحقيق السلام، مضيفة أنه في المقابل تزيد إسرائيل من سطوتها من خلال هجماتها المتمثلة بالاستيلاء على الأرض، وتوسيع نشاطاتها الاستيطانية، فضلًا عن الاعتداءات الإرهابية لمستوطنيها، التي تجري بحمايتها.
كما تجاهر إسرائيل بتحدِّي المجتمع الدولي بتنصُّلها من حلِّ الدولتين والعمل المُمنهج لتقويضه، والتَّمادي في انتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، وجميع المقدَّسات، كل هذا يؤكد أن تلك الدولة القائمة بالاحتلال لا تريد السلام.
وأوضحت أن تلويح القيادة الفلسطينية باتخاذ قرارات مصيرية لا بد أنْ يقرأه العالم، ودول المنطقة في نطاق الصرخة الأخيرة لمظلوم ، فعلى العالم ألا يكتفي بقراراته الأُممية، وعلى المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته في تنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والحرص على إرساء السلام، فالسلام الفلسطيني الإسرائيلي سيفتح الباب لحلِّ جميع أزمات تلك المنطقة الملتهبة، والتي تعيق النمو العالمي.