الكاتب مصطفى عبيد: «رابطة كارهي سليم العشي ترسي ثقافة التعددية وقبول الآخر»
قال الروائي والكاتب الصحفي مصطفي عبيد خلال مناقشة رواية «رابطة كارهي سليم العشي» للكاتب سامح الجباس، في ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، إن هذا العمل الروائي إبداعي بامتياز، فالعمل الإبداعي هو الذي يقدم أفكار جديدة، ويطرح أمرا غير مطروح أو معروف من قبل.
وأضاف «عبيد»: «من أصعب الأمور التي تقابل المبدع أو الكاتب هو فكرة عمله الإبداعي أو الروائي، فكل الروايات تناولت موضوعات وأفكار، قصص الحب أو الخيانة، قصص الثأر والانتقام، وفي اعتقادي أن الرواية الجيدة الفارقة هي التي تتناول الأفكار الجديدة الغير مطروحة من قبل، وهو ما ينطبق على رواية الكاتب سامح الجباس، رابطة كارهي سليم العشي».
وتابع: «الرواية تتناول شخصية غرائبية عجيبة ومثيرة للجدل، فشخصية الدكتور «داهش» طوال حياته كان شخصية غامضة تدور من حولها الكثير من الاسئلة، وتمثل لغزا غامضا وتحدي أمام أي مبدع يقرر تناولها أدبيا وسرديا في قالب روائي».
ولفت مصطفي عبيد صاحب رواية «جاسوس في الكعبة» إلى أن الرواية كعمل إبداعي يؤدي دور مهم في إرساء فكرة التعددية والتسامح وقبول الآخر، وهو ما نجحت فيه رواية سامح الجباس رابطة كارهي سليم العشي، فقد اختلف الناس حوله وكان شخصية غامضة تطرح العديد من الاسئلة حوله، فهل هو نبي، أم مصلح اجتماعي، أو مفكر يطرح أفكار وفكر مغاير لثقافة القطيع السائدة.
كما أن الرواية تمثل طرحا آخر بالنسبة إلينا، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى ما طرحته فكرة الرواية، من التشبث بالتعددية وقبول الآخر وثقافة التسامح مع المختلف والمغاير، خاصة في ظل مد ديني مخيف في كافة الأقطار العربية، وخطورته التي تهز المجتمع سياسيا كما تهزه اجتماعيا، ويتسرب فكره المتشدد إلي طبقات المجتمع المختلفة، في ظل غياب ثقافة قبول الآخر والتعددية والتسامح.
ولفت مصطفي عبيد إلي أن: شخصية الدكتور "داهش" يقدم لنا تصورات مغايرة، سواء فيما يخص حياته والتي لاقي فيها هجوما حادا، ووجهت إليه انتقادات شديدة، كما تعرض لحملات تشويه كبيرة، وربما ما وصل إلينا عن حياته وشخصيته مغايرا للحقيقة، وربما مطموسا أيضا نظرا لحملات التشويه التي تعرض إليها.
وشدد على أن تقدم رواية رابطة كارهي سليم العشي شخصية الدكتور "داهش" بلا تشويه ولا انتقادات، ولا تقدمه حتى بإنصاف، فلم يقل لنا الكاتب من خلال الرواية، هل الدكتور داهش مصلي حقيقي أم كان جاسوسا وعميلا، بل رسم الروائي شخصية الدكتور "داهش" وترك للقراء طرح الأسئلة حولها وسبر أغوارها، فالروايات أو الفن لا تقدم إجابات جاهزة، بل مهمتها ومهمة الفن أيضا هو طرح الاسئلة.
ومن سمات الرواية المميزة تداخل المؤلف ضمن أحداث الرواية، ساردا ومشاركة في جو من التشويق، يحمل القراء معه على اكتشاف شخصية الدكتور "داهش" من خلال السرد الروائي. ورغم غموض شخصية "داهش"، إلا أن المؤلف سامح الجباس نجح في تجسيد شخصيات مصاحبة في الرواية بشكل محكم، سواء في رسم ملامحها وسماتها وانفعالاتها، وفي اعتقادي هذا يمثل تحدي كبير أمام المؤلف، أن ينجح في تعدد الأصوات بتعدد شخصيات عمله الروائي، فكثيرا ما نري روايات متعدد الشخصيات، لكن أصواتها متشابهة، فزيد مثل عبيد، لا فارق بينهم، بلا تمايز بين كل صوت وصوت آخر.
