«نشاط صيفي».. ضحايا الأكاديميات الوهمية يتحدثون لـ«الدستور»
انتهى طلاب إحدى المدارس الخاصة في منطقة الزمالك من الطابور الصباحي، وقبيل دخولهم إلى الفصول تفاجئوا بإعلانات معلقة على حوائط المدرسة من الداخل، تعلن فيها أكاديمية عن منحة خاصة بأساسيات الحاسب الآلي من البداية حتى الاحتراف بشهادة معتمدة من وزارة الخارجية لمدة 6 أشهر وبأموال رمزية للطلبة من المدرسة.
وقدم عدد كبير من الطلبة في تلك المنحة من ضمنهم ماجد أحد طلاب الصف الأول الإعدادي بها، ولم يمر عليه وقتًا طويلًا حتى علم والده أنها عملية نصب وقع فيها هو وعدد كبير من أولياء الأمور بعدما دفعوا رسوم المنحة 500 جنيهًا.
ماجد ووالده هم ضحايا النصب باسم النشاط الصيفي، الذي تعلن عنه مؤسسات تعليمية وهمية نهاية كل عام دراسي، بإعطاء منح تدريبية خاصة بالطلبة الأوائل، وتجمع منهم أموال كرسوم، ثم تتهرب وتغلق أبوابها أمامهم، فلا يحصلون على المنحة أو يستردون أموالهم، في غياب رقابة وزارة التربية والتعليم.
يقول الوالد أن تلك الأكاديمية مقرها الدقي، أعلنت عن تلك المنحة من خلال المدرسة، وعبارة عن مكتب تدريب كمبيوتر ولغات، يمنح الطلاب بعد اجتياز المنحة شهادات خاصة معتمدة، موضحًا أنه عقب التسجيل وتسديد الرسوم المطلوبة، لم يتلق أي اتصال من المؤسسة، ومرت الشهور ولا يجد منهم سوى التأجيل كل مرة بحجج مختلفة، حتى أخبره أن ابنهم لم يحالفه الحظ ولم يتم قبوله في المنحة، وحين أراد استرداد أمواله رفضت المؤسسة بحسب تأكيده.
يضيف: «سألت عن الأكاديمية عرفت أن ملهاش كيان، ولما واجهنا المدرسة، نفت علاقتها بتلك المؤسسة وأنها مجرد وسيلة للإعلان عن المنحة فقط ولا تعلم عنها أي شيء»، موضحًا أنهم لم يقدموا شكوى خوفًا على مستقبل أبنائهم في المدرسة.
واختتم: «الأكاديمية لم يكن لها أي ترخيص أو وجود، وكل ما يفعله هو غش للدارسين، وينسب نفسه إلى أكبر الشركات ويتحايل على الطلاب باسمها».
لم يكن «ماجد» هو الضحية الوحيدة، فهناك هالة علي، ٢٥ عامًا التي ما أن انتهى العام الدراسي بدأت في البحث عن نشاط صيفي أو تدريب تقوم به ابنتها الطالبة في الصف الخامس الابتدائي بالمدرسة خلال الإجازة الصيفية، بعدما ظهرت نتيجة امتحاناتها وكانت ضمن الخمسة الأوائل.
وجدت ضالتها في إعلان المدرسة عن منحة تعليمية تقدمها للطلبة الأوائل بالتعاون مع إحدى المؤسسات التعليمية، سارعت بدفع الرسوم المطلوبة واستيفاء الشروط، كان المبلغ المطلوب 500 جنيهًا تم تقسيطها على مراحل، ومرت الأيام والشهور دون أن تُرسل المؤسسة إلى أولياء الأمور تفاصيل المنحة وتهربت منهم.
وتقول: «لدي تجربة سيئة مع مؤسسات النشاط الصيفي الوهمية، التي من المفترض أنها تقدم منح للطلبة المتفوقين، فقامت بالنصب عليّ، بعدما أبلغتنا المدرسة أن هناك منحة للطلبة الأوائل مع تلك المؤسسة، عبارة عن كورسات برمجة وعلوم ولغة».
وتوضح أن المنحة خُصصت للطلبة الأوائل الذين حصلوا على مجموع 95% مجانًا، وتم فتح الباب لغيرهم من الطلاب للتقديم ولكن عن طريق دفع 500 جنيهًا للطالب الواحد في مقر المؤسسة.
مرّ أشهر على ذلك ولم تحدد المؤسسة جدول المنحة، فاضطرت هبة إلى معاودة الاتصال بهم مرة أخرى، فكان رد المسؤول أن الجهة المانحة لم تحدد الموعد بعد، ومرّ شهر آخر دون جدوى وحين لجأت إلى المؤسسة قالوا لها: «خدنا 3 دفعات والرابعة أن شاء الله بنتك هتكون فيها، لأن الموافقة لسه مجتش عليها من الجهة المانحة».
مرَ شهر ثالث، فقررت السيدة سحب أموالها، وتواصلت مع المؤسسة لتؤكد أن سحب الأموال متاح بشرط أن يكون معها إيصال الدفع، فحملت الإيصال وذهبت إلى المؤسسة، وذهبت إليهم لاسترداد أموالها.
تضيف: «بعد ما كانوا موافقين، رفضوا إني أخد الفلوس، وقالوا إحنا أسفين منقدرش نرجع المبلغ، فقالوا إحنا كلمناكي في شهر 7 وإنتي اعتذرتي عشان طلعتي مصيف قلتله الكلام دا مش حقيقي، أنا اتصلت 3 مرات، وفي كل مرة تأجلوا وأنا مطلعتش مصيف السنة دي خالص».
لم تصل السيدة في النهاية إلى شيء، فلم تحصل ابنتها على المنحة التعليمية، ولم تستطع رد أموالها، مختتمة: «عرفت وقتها أن اتنصب عليا، والمدرسة كان ردها أن فيه دفعات راحت رغم أن أولياء الأمور كلهم كذبوا اللي حصل، فكان عندنا شكوك أن المدرسة متفقة مع المؤسسة للنصب علينا»ذ.