بسبب الاحتباس الحراري.. كيف يؤثر تغير الشعب المرجانية على الحياة البحرية؟
كشفت دراسة علمية جديدة أن تغير المناخ سيؤدي إلى بياض الحاجز المرجاني مما يشكل كارثة على الشعاب المرجانية، وربما الحياة البحرية التي تعيش حولها.
يأتي ذلك في ظل تحذيرات الأمم المتحدة من أن استمرار استخدام الوقود الأحفوري يدفع الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري، مقارنة بمستويات 1850-1900 وهي العتبة التي ستؤدي إلى ظواهر مناخية قاسية "غير مسبوقة".
ووفقا للدراسة التي نشرت على الموقع المهتم بالظروف المناخية plos climate فأنه يمكن أن يحدث التبييض من التغير في درجة حرارة المحيط ، والتلوث، والتعرض المفرط لأشعة الشمس، وانخفاض المد والجزر.
وأكدت أنه يمكن لأي من هذه التأثيرات أن تضغط على المرجان وتتسبب في إطلاق الطحالب التي تعيش في أنسجتها، مشيرة أن فقدان الطحالب، والذي يعد مصدر الغذاء الأساسي للشعاب المرجانية، يتسبب في تحول لون المرجان إلى اللون الأبيض ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وتعد الشعاب المرجانية "من بين النظم البيئية الأكثر تنوعًا وقيمة من الناحية البيولوجية على وجه الأرض"، حيث تعمل كمورد حيوي لما يقدر بـ25٪ من جميع أشكال الحياة البحرية، والتي تعتمد على الشعاب المرجانية في دورات حياتها، وفقًا لوكالة حماية البيئة.
من ناحية أخرى، ما يقرب من نصف مليار شخص يعتمدون أيضًا على الشعاب المرجانية في الغذاء وحماية السواحل والسياحة ودخل مصايد الأسماك.
لكن مع استمرار تغير المناخ في التأثير سلبًا على الكوكب ، فإنه "سوف يطغى" على تلك الشعاب المرجانية، كما قال الباحثون، ولن يتمكن أي منهم تقريبًا من الهروب من سيناريو خطير.
ركزت الدراسة الأخيرة، على الملاجئ الحرارية ، وهي مناطق من الشعاب المرجانية يمكنها الحفاظ على درجات الحرارة التي تحتاجها الشعاب المرجانية للبقاء على قيد الحياة، حتى مع ارتفاع درجات حرارة المحيط القريبة.
في الوقت الحاضر نحو 84٪ من الشعاب المرجانية تملك ملاذ حراري ولديها وقت كافٍ للتعافي بين موجات الحرارة التي تبيض وتقتل الشعاب المرجانية.
قال الباحثون إنه بمجرد ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية ، سيكون لدى 0.2٪ فقط من الملجأ الحراري للأرض وقت كافٍ للتعافي بين أحداث الحرارة الشديدة ، وستعاني أكثر من 90٪ من تلك الشعاب المرجانية "مستوى لا يطاق من الإجهاد الحراري". وجد الباحثون أنه عند درجتين مئويتين، لن يبقى أي ملجأ حراري ، وستكون جميع الشعاب المرجانية معرضة للخطر.
نُشرت هذه الدراسة في نفس اليوم الذي خلص فيه باحثون آخرون إلى أن حرارة البحار هي "الوضع الطبيعي الجديد" للمحيطات.
المناطق الوحيدة التي يعتقد الباحثون أنها قد تكون قادرة على البقاء على قيد الحياة عند عتبة 1.5 درجة هي مناطق صغيرة في بولينيزيا والمرجان المرجاني حيث من المتوقع انخفاض معدلات الاحترار. ولكن حتى تلك المناطق لن تكون مناسبة بعد الآن إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين.
وقالت الكاتبة الرئيسية للدراسة أديل ديكسون في بيان: “النتائج التي توصلنا إليها تعزز الحقيقة الصارخة المتمثلة في عدم وجود حد آمن للاحترار العالمي للشعاب المرجانية”.