بعد اختياره شخصية العام في أستراليا.. المصري دانيال نور يتحدث لـ«الدستور» عن رحلته مع العمل الخيري
تزينت منذ أيام أوبرا سيدني في يوم العيد الوطني لأستراليا، بصورة شاب مصري تم اختياره شخصية العام من الشباب على مستوى أستراليا لعام 2022، وذلك تقديرًا لجهوده في العمل الخيري وخدمة المرضى والمهمشين ومن لا مأوى لهم خلال جائحة كورونا.
واستطاع دانيال خلال عامين من التطوع في العمل الخيري من تدشين مبادرة street side Medics وقاد فريق يتكون من 145 متطوعا، انتشروا في أنحاء مدينة "نيو ساوث ويلز" وقدموا مساعداتهم لأكثر من 300 مشرد، ما أهّله ليتصدر قائمة الشباب في أستراليا لهذا العام.
لم يكن قرار الطبيب المصري دانيال نور أحد أبناء الجيل الثاني من الجالية المصرية، بالعمل الخيري أو الأهلي أمر يسير لكن كان حريص على تقديم العون المشردين.
عن بداية رحلته مع العمل الخيري دانيال يتحدث لـ “الدستور”:
كنت أتطلع أن أكون رجل قانون، لكن بعد مرور الوقت رأيت أهمية الطب حيث كان لدى أخي العديد من المشكلات الطبية وكذلك جدتي ومن هنا أدركت تأثير الرعاية الصحية وبدون الصحة لا يمكننا فعل شيء، ولطالما أردت المساهمة في إحداث تأثير وتغيير في حياة الأشخاص والمجتمع ككل، واتخذت من ذلك تحدي لنفسي لمعرفتي أنها مهنة صعبة وتتطلب الكثير من الوقت والمجهود .
في عامي الرابع من دراستي الطب، عند خروجي من محطة القطار فور عودتي لسكن الطلاب حيث كنت أسكن وجدت تجمعا فذهبت لأرى ماذا يحدث، وجدت رجل بلا مأوى كان يعاني من نوبة، اقتربت منه وقمت بعمل الإسعافات الأولية حتى أتت سيارة الإسعاف، فلا يكفي أن تقدم خدمة غذائية للأشخاص دون أن تفكر كطبيب في كونهم يعانون من أمراض كالسكر أو السرطان أو غيرها ويحتاجون لتقديم الرعاية الطبية.
وتابع: أشعر أنني محظوظ لتقديم الرعاية النفسية والعلاجية لهؤلاء الأشخاص، فوجدت في طريقي من هم في حاجة للمساعدة مثل الأمهات الهاربين من العنف المنزلي ويتخذن من الشارع ملجأ لهم، وجدت أيضا أشخاص في العقد الخامس من عمرهم يموتون بسبب أمراض قصور القلب يكافحون من أجل التنفس في الليل البارد، كذلك رأيت أشخاصا في التاسع والعشرين من عمرهم يعانون من مرض السكري وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الأنسولين.
بينما كنت أقود ذات يوم توجه رجل نحوي لغسل الزجاج الأمامي للسيارة وكان يكبرني في السن وشعرت حقا بالأسف نحوه، ولم أكن أحمل النقود في محفظتي في ذلك الوقت وأخبرته حتى لا يقوم بمسح الزجاج، لكنه أخبرني أنه سيقوم بذلك على أية حال، فتذكرت أني عادة ما أضع عشرين دولارا في صندوق القفازات الخاص بي، فقمت بإعطاءها له فبدأ الرجل في البكاء وكان صادقا في ذلك وكان يخبرني كم يعني له ذلك المبلغ وكم سيحدث تغييرا في يومه، وكان ذلك الموقف بمثابة الضوء الأخضر لبدء دعم الأشخاص بلا مأوى، واحداث تأثير في المجتمع.
وكانت وجهت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، التهنئة إلى الطبيب المصري الأسترالي الشاب دانيال نور، لاختياره شخصية العام على مستوى قارة أستراليا في فئة الشباب.
وثمنت وزيرة الهجرة جهود الشباب المصريين بالخارج، وحرصهم على بذل أقصى جهد ممكن لرفعة اسم بلدهم وإعلاء قيم المحبة والإنسانية، مؤكدة أن شباب مصر بالخارج حريصون على العطاء والتعاون بما يجعلهم مؤثرين للغاية وسط مجتمعاتهم الخارجية.