فاينانشال تايمز: أوكرانيا تقلل من أهمية تحذيرات واشنطن بشأن الغزو الروسى
سلط تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الضوء على مستجدات الأزمة الأوكرانية، حيث ذكر أن أوكرانيا قللت من أهمية تحذيرات البنتاجون من أن روسيا حشدت ما يكفي من الأصول العسكرية على طول الحدود الأوكرانية لشن غزو.
كما وصفت نائبة وزير الدفاع تقارير تفيد بنقل روسيا إمدادات من الدم بالقرب من الحدود بأنها "حرب نفسية".
وبحسب التقرير، فقد صرح أحد مسؤولي الدفاع الأمريكيين للصحيفة بأن روسيا نقلت كميات من الدم بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، في خطوة سبق أن قال خبراء عسكريون أمريكيون إنها ستكون علامة على اقتراب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الغزو، إذ تحتاج روسيا إلى إمدادات الدم لعلاج جنودها الذين يتعرضون لإصابات.
ورفضت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، المعلومات الاستخباراتية الأمريكية. وكتبت في منشور على "فيسبوك": "يتم الآن نشر معلومات على الإنترنت، نقلاً عن مصادر مجهولة، تفيد بأن روسيا أرسلت إمدادات الدم وإمدادات طبية أخرى من أجل الجرحى إلى الحدود الأوكرانية".
وأضافت "هذه المعلومات ليست صحيحة. هذه "الأخبار" هي عنصر من عناصر الحرب المعلوماتية والنفسية. والغرض من معلومات كهذه هو نشر الذعر والخوف في مجتمعنا".
وحذر البنتاجون يوم الجمعة من أن روسيا حشدت ما يكفي من الأصول العسكرية على طول الحدود الأوكرانية لشن غزو في أي لحظة، مشيرًا إلى أنه تعزيز أعطى الكرملين "خيارات متعددة"، منها شن هجوم يهدف إلى احتلال البلاد بأكملها.
وأشار التقرير إلى أن التقييم الذي قدمه وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، جاء في الوقت الذي قال فيه الرئيس الروسي إن رد واشنطن على مطالب الكرملين الأمنية غير كافية، ما أثار تساؤلات جديدة حول ما إذا كانت القناة الدبلوماسية لحل الأزمة قد أُغلِقت.
وبيّن تقرير الصحيفة أن التحذيرات الصادرة عن واشنطن وموسكو مجتمعة تبدو وقد جعلت كلاً من الناتو والجيش الروسي أقرب إلى الحرب. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قالا إنهما لن يرسلا قوات إلى الأراضي الأوكرانية إذا هاجمتها روسيا، فإن بعض الحلفاء سارعوا إلى تسليح الجيش الأوكراني المدعوم من الولايات المتحدة.
وأثار الخطاب الذي يزداد قسوة قلق القادة في كييف، الذين أعربوا عن قلقهم من أن سياسة حافة الهاوية المتصاعدة قد تدفع أوروبا إلى صراع شامل. وحث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الجمعة الولايات المتحدة وغيرها من الداعمين الغربيين على التخفيف من قرعهم لطبول الحرب، بحسب التقرير.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي "نحن نفهم ما هي المخاطر"، حيث شكك في بعض تقييمات البنتاجون، قائلاً: "لا نرى تصعيدًا أكبر" مما حدث في الربيع الماضي عندما بدأ الحشد العسكري الروسي. وأضاف: "لسنا بحاجة إلى هذا الذعر".
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من التماسات زيلينسكي، استمرت الولايات المتحدة والغرب في الاستعداد للحرب، حيث يجهز المخططون العسكريون الأمريكيون قوة قوامها 8500 فرد للانتشار في دول الناتو في شرق أوروبا من أجل حماية جناح الحلف. وأشار الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة، إلى أن أربع دول من أعضاء الناتو تحد أوكرانيا وأن التزامات معاهدة الحلف تعني أن واشنطن ملزمة بالدفاع عن تلك الدول.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في وقت لاحق "سأقوم بنقل القوات إلى شرق أوروبا ودول الناتو على المدى القريب"، مشيرًا إلى أن عددها لن يكون كبيرًا.
وذكر التقرير أنه مع جمود الدبلوماسية، واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها تدعيم أنفسهم لمواجهة التداعيات الاقتصادية لحدوث غزو روسي، حيث تعهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالعمل معًا لحماية إمدادات الطاقة الأوروبية إذا أدى الهجوم إلى انهيار شحنات الغاز إلى القارة.
بالإضافة إلى ذلك، تجتمع إدارة بايدن مع البنوك الأمريكية لتحذيرها من انتكاسة مالية محتملة جراء العقوبات الاقتصادية واسعة النطاق التي تعهدت واشنطن بفرضها في حالة حدوث غزو، وفقًا للتقرير.