«شقّينا فى الجبل مدينة».. «الدستور» تكشف ما وصل إليه «مشروع هضبة الجلالة»
هو واحد من أهم المشروعات القومية، التى تشهدها مصر فى الوقت الحالى، وتعكس بصورة كبيرة ما يمتلكه هذا الشعب من إرادة حديدية قادرة على أن تشق فى الجبل طريقًا، كما يقول المثل الشعبى، لكن هذه المرة لم يقتصر الأمر على طريق فحسب، بل امتد ليشمل حياة متكاملة تحت عنوان «مشروع هضبة الجلالة».
ويتضمن هذا المشروع القومى الضخم الواقع على طريق العين السخنة إنشاء مدينة الجلالة، ومنتجع «الجلالة- العين السخنة» الذى يطل على خليج السويس، وأخيرًا طريق «السخنة- الزعفرانة» الذى يشق جبل الجلالة.
وتحت كل مشروع من هذه المشروعات الرئيسية الثلاثة تندرج مجموعة كبيرة من المشروعات الأخرى، على رأسها جامعة الجلالة، ومناطق سكنية، وفندقان، وغيرها، لتكون هضبة الجلالة بذلك مشروعًا تنمويًا متكاملًا يحمل قيمة ثرية مستمدة من هذه المنطقة ذات الطبيعة الخلابة.
الانتهاء من فندقى «هايتس» و«ماجستيك» ومئات المبانى السكنية
تنقسم مشروعات هضبة الجلالة إلى ٣ محاور، الأول هو إنشاء مدينة الجلالة العالمية، على مساحة ١٩ ألف فدان، التى تشمل مناطق سكنية، وجامعة الجلالة، إلى جانب المدارس.
والمحور الثانى معنى بإنشاء منتجع الجلالة الساحلى، على مساحة ١٠٠٠ فدان، والذى يطل على البحر الأحمر مباشرة، ويضم فندقين، أحدهما جبلى والثانى ساحلى، علاوة على مدينة ألعاب مائية، و«تليفريك».
أما المحور الثالث فيختص بطريق الجلالة، والذى تم شقه فى الجبل، ويبلغ طوله ٨٢ كم.
وبصفة عامة، وحتى هذه اللحظة، تم الانتهاء من تتنفيذ مشروعات على قرابة ٢٠٠٠ فدان، من أصل ٢٠ ألف فدان هى المساحة الكلية لهضبة الجلالة.
ويتصدر الفندقان اللذان يضمهما منتجع الجلالة الساحلى قائمة المشروعات التى تم الانتهاء من تنفيذها على الطراز العالمى، بداية من فندق «الجلالة هايتس»، الذى يقع على هضبة الجلالة، وتم الانتهاء من كل مبانيه الخرسانية بنسبة ١٠٠٪، والانتهاء من التشطيبات الداخلية والخارجية بنسبة ١٠٠٪ أيضًا.
ويُقام «الجلالة هايتس» على مساحة ١٦٨ ألف متر مربع «٤٢ فدانًا»، ويتكون من ٢٥ مبنى بإجمالى ٦٢٩ وحدة فندقية، مقسمة إلى مبنى الفندق الذى يضم ١٩٦ غرفة و١٨ جناحًا و٣ مطاعم ومنطقة الخدمات، و١٤ مبنى شاليهات تضم ٣٤١ غرفة، و٦ مبانى «تاون هاوس» تضم ٥٠ وحدة و٣ مطاعم متخصصة و١٥ حمام سباحة وناديًا صحيًا، فضلًا عن منشآت خدمية من بينها خزان مياه إعاشة سعة ٢٥٠٠ متر مكعب، وخزان رى سعة ٥٠٠ متر مكعب، وطرق داخلية بطول ٢ كم وعرض ٧.٥ متر.
الفندق الثانى هو «الجلالة ماجستيك»، الذى يطل على البحر مباشرة، ويضم ٣٠٠ غرفة و٦٠ شاليهًا، ومولًا متطورًا، إلى جانب مدينة ألعاب مائية ومارينا لليخوت تنفذهما كبرى الشركات العالمية، على أن يتم ربط الفندق بطريق طوله ١٧ كم.
وإلى جانب هذين الفندقين، تم الانتهاء من القطعة رقم ٥، المقامة على مساحة ٢٣٥ ألف متر مربع «٥٦ فدانًا»، وتضم ١٧٦ مبنى سكنيًا ومبنى اجتماعيًا بإجمالى ٤١٠ وحدات سكنية و٩١ مبنى فيلات منفصلة، و١٨ مبنى شاليهات، وتم الانتهاء من أعمال التشطيبات وكل الأعمال الإنشائية المرتبطة بنسبة ١٠٠٪.
كما تم الانتهاء من القطعة رقم ٧، التى تُقام على مساحة ٩٦.٦ ألف متر مربع «٢٣ فدانًا»، وتضم ٧٠ مبنى سكنيًا ومبنى اجتماعيًا بإجمالى ١٨٤ وحدة سكنية، و٢٢ فيلا منفصلة، و٣٥ قطعة مبنى ثنائية منفصلة، ومبنى فيلات ثنائية متصلة، بالإضافة إلى ١٢ مبنى شاليهات، وتم الانتهاء من أعمال التشطيبات وطبقة الأسفلت السطحية بنسبة ١٠٠٪.
جامعة على 137 فدانًا تضم 14 تخصصًا.. وطلاب: «أحدث المعامل والتقنيات»
جامعة الجلالة هى أحد أهم مشروعات المدينة، وتقام على مساحة تصل إلى نحو ١٣٧ فدانًا، بدأت فيها الدراسة للعام الثانى على التوالى، وتضم ١٤ تخصصًا دراسيًا، هى: «الطب البشرى والأسنان وعلوم الصيدلة، والعلوم الإدارية والعلاج الطبيعى وعلوم الهندسة والعمارة، وعلوم وهندسة الحسابات والفنون والتصميم والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومجال الغذاء والصناعات الغذائية، وعلوم التمريض وتكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية، ومجال الإنتاج الإعلامى ومجال العلوم الأساسية».
وقال يوسف حسين، طالب بالفرقة الثانية تخصص علوم طبية، إنه التحق بجامعة الجلالة بسبب وجود تخصصات نادرة بها لا توجد فى أى جامعات أخرى، موضحًا: «تخصص العلوم الطبية موجود فى جامعتين حكوميتين فقط، كما أن التخصصات الموجودة بجامعة الجلالة تؤهل إلى سوق العمل، فالجامعة ربطت بين الدراسة الأكاديمية والتأهيل إلى سوق العمل بعد الدراسة».
وأضاف «يوسف»: «السيكشن الواحد يضم نحو ٢٠ طالبًا، وهذا العدد الصغير يتيح لنا أن نفهم المادة العلمية ونناقشها مع الأساتذة، كما أن هيئة التدريس بالجامعة تضم أساتذة على قدر كبير من الكفاءة».
وتابع: «أعضاء هيئة التدريس يتعاملون مع الطلاب بشكل لائق، ونشعر بأننا أسرة واحدة».
وقالت أسماء الغرباوى، طالبة بكلية إدارة الأعمال، إنها تسكن فى مدينة المنصورة، وتجد أتوبيسات تنقلها للجامعة يوميًا، لافتة إلى أن هناك بعض الطلاب يسكنون بجوار الجامعة، وهناك من يسكنون فى السويس، لأنها الأقرب للجامعة، وهناك طلاب يقيمون فى بورتو السخنة.
وأضافت أن الجامعة تضم قاعة للمؤتمرات على أحدث مستوى، ومعامل مجهزة بأحدث الإمكانيات، مشددة على أنها لا تجد أى مشقة فى الذهاب للجامعة يوميًا.
«السياحة والآثار»: ربط المشروع بالعاصمة الإدارية والعلمين الجديدة
قالت غادة شلبى، نائب وزير السياحة والآثار، إن الربط الذى تنفذه الدولة بين مدينة الجلالة بالعين السخنة والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين مهم جدًا، كونه يسهل على السائحين التنقل بين المنتجعات السياحية، لافتة إلى أن هذه المدن الجديدة تدعم منظومة السياحة وستكون مقصدًا سياحيًا طوال العام.
وأضافت أن مشروعات تطوير المدن توفر العديد من الوظائف مع بناء المدارس والجامعات والمستشفيات والمنازل السكنية، مما يجعل المقاصد السياحية مستدامة ومتاحة على مدار العام.
وأشارت إلى أن الوزارة تسعى لخلق منتج سياحى جديد يربط بين السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية ليستمتع السائحون بمنتج سياحى متكامل من خلال الاستمتاع بالشاطئ والبحر فى شرم الشيخ والغردقة، إلى جانب مشاهدة الآثار والتعرف على الحضارة المصرية العريقة فى الأقصر وأسوان والقاهرة.
التليفريك يربط الصحراء بالساحل ويعمل الصيف المقبل
«التليفريك» هو وسيلة نقل داخل مدينة الجلالة، وجرى تنفيذه فى مدينة هضبة الجلالة لربط الجزء الجبلى من المدينة بالجزء الساحلى؛ نظرًا لامتداد المشروعات بين المنطقتين، فتقام الجامعة والمدينة السكنية فى الهضبة، بينما يقام المنتجع السياحى على الساحل، ويصل طول المسافة التى يقطعها التليفريك إلى ٦ كيلومترات.
وهناك محطتان للتليفريك، وكانت شركة «بومة» العالمية هى المشرفة على تشغيله فى البداية، والآن أصبح طاقم العمل مصريًا بالكامل، ويبلغ ارتفاع المحطة العلوية ٦٤٠ مترًا فوق سطح البحر، ومن المقرر أن يتم تشغيله بشكل دائم خلال الصيف المقبل
خبراء ومستثمرون: خطوة لإنعاش منطقة العين السخنة مع إقامة أكبر «أكوا بارك»
شدد هشام الدميرى، رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق مدير أحد الفنادق بالعين السخنة، على أن منطقة العين السخنة واعدة سياحيًا لقربها من القاهرة، مشيرًا إلى أن الطريق ممهد وهو ما يسهل تنفيذ البرامج السياحية المختلفة.
وقال «الدميرى» إن العين السخنة مقصد سياحى متكامل يمكنه العمل طوال العام وليس فى موسم بعينه، موضحًا أنه يتم استقبال السائحين فى الشتاء والصيف.
وأشار إلى أن مدينة الجلالة تسهم فى إحياء منطقة العين السخنة، وتؤكد أن هناك فكرًا جديدًا فى التخطيط لمدن تتوافر بها كل الخدمات الأساسية.
وأضاف: «من المتوقع بعد تشغيل مطار العاصمة الإدارية والمتحف المصرى الكبير أن تحدث حالة من الرواج السياحى فى العين السخنة لقرب المسافة».
وطالب «الدميرى» بزيادة الترويج والدعاية للعين السخنة من جانب هيئة تنشيط السياحة، وذلك بالمعارض الخارجية، وأيضًا مع منظمى الرحلات الأجنبية بهدف لفت أنظار منظمى الرحلات الأجانب لهذه المدن الجديدة.
وتابع: «العين السخنة تعتمد حاليًا على سياحة المؤتمرات التى تنظمها كبرى الشركات الدولية العاملة فى مصر، وحتى الآن لم تأخذ نصيبها الكافى كمقصد سياحى يضيف للحركة السياحية الوافدة إلى مصر».
وقال إيهاب الجندى، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمستثمرين بالاتحاد العام للغرف التجارية رئيس لجنة السياحة بالشعبة وواحد من المستثمرين بمدينة الجلالة، إن المدينة رغم حداثتها فإنها باتت أيقونة مصرية عالمية جديدة فى مجال السياحة والترفيه بمؤشرات أمان مرتفعة.
وأضاف أن المدينة تحظى باهتمام من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتعمير واستصلاح الظهير الصحراوى لمدينة العين السخنة، واستغلالها استثماريًا، وكذا جهود الحكومة المصرية لاستثمار البقعة الساحرة المتمثلة فى المشروع القومى «الجلالة»، الأمر الذى يدفع أى مستثمر مصرى للاستثمار، كما يشجع المستثمرين الأجانب على ضخ استثماراتهم بهذه المدينة.
وأضاف «الجندى» أن المدينة بها جميع المقومات لنجاح أى مشروع استثمارى، فمثلًا يوجد بها مرسى لليخوت لاستقبال اليخوت القادمة من الخارج، مما يشجع سياحة اليخوت التى توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا، وهناك العديد من المشروعات التى ستدعم هذا النمط السياحى.
وأوضح أنه حصل على حق انتفاع بتشغيل مدينة الألعاب المائية «أكوا بارك» الموجودة بالمدينة، لافتًا إلى أنها أكبر «أكوا بارك» وواحدة من أكبر المشروعات القومية السياحية والترفيهية بالمدينة؛ لما تحتويه من ٨٦ لعبة مائية و١٠ حمامات سباحة و٧٢ غرفة فندقية.
وذكر أن «أكوا بارك» ستخدم المترددين على المدينة، سواء زوارًا أو مُلاكًا، كما أنها ستضيف إلى منطقة العين السخنة، مشددًا على أن العين السخنة ستكون جاذبة للسائح العربى، خاصة بعد تشغيل مرسى اليخوت، فسيأتى السائحون مباشرة بيخوتهم إلى المدينة، كما أن البنية التحتية من الطرق الجديدة ستساعد على جذب المزيد من الحركة السياحية الوافدة إلى مدينة الجلالة.