حكايات الرموز الوطنية في حضرة معرض كتاب الطفل

جلست فريدة محمد، البالغة من العمر 40 عامًا، على طاولة بلاستيكية، وإلى جوارها مجموعة من الأطفال تحكي لهم عن بعض الرموز الوطنية، كـ سعد زغلول، مصطفى كامل، عباس العقاد، وغيرهم، تسرد لهم رحلتهم التاريخية، كما تسرد القصص والحكايات البسيطة، لتدمجها في أذانهم الصغيرة، وتظل عالقة بهم لأبد الدهر.

تفاعل الأطفال مع القصص كان عظيمًا، إذ تجمعوا حولها في دائرة، وأخذوا ينجذبون للقصص والأخبار، ويشاركون في تفاصيلها، ليجيبوا على السؤال الأخير، الذي يكسبون مقابل الإجابة عليه بشكل صحيح مجلة رسم وتلوين، وعليها حفنة من الألوان الخشبية، معقبة: "أشعر بمتعتي عندما أشارك الأطفال بهذه القصص التاريخية لرموزنا الوطنية، التي تثير انتباههم وعاطفتهم".
 

قالت "فريدة" لـ"الدستور": أحلم بأن أنشر هذا النوع من الثقافة بين جموع الأطفال في مختلف الدول العربية؛ حتى يفتخروا بتاريخنا وعقيدتنا، منوهة: "لدينا بالتاريخ العربي ما يستحق أن نفخر به في كل المحافل العالمية".

وأضافت: "سعيدة بمشاركة الأطفال في المعرض وتواجدهم العظيم، الذي يرسخ فكرة الثقافة والاطلاع بشكل عام"، موجهWا نصيحة لكل الآباء أنه يتوجب عليهم دعم الثقافة والقراءة في أذهان أطفالهم.

وانطلق معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ53، الأربعاء 26 يناير ويستمر حتى 7 فبراير، على أن يفتح أبوابه للجمهور الخميس ٢٧ يناير، فى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، وتحل اليونان ضيف شرف الدورة، واختارت الكاتب يحيى حقي شخصية المعرض، والكاتب عبدالتواب يوسف شخصية معرض كتاب الأطفال.

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب على مساحة 80 ألف متر مربع، تضم (5) قاعات للعرض، ويبلغ عدد الأجنحة 879 جناحًا، ويصل عدد الناشرين، والجهات الرسمية المصرية والأجنبية إلى 1067 دار نشر وتوكيلًا.

وتركز الدورة الحالية للمعرض على البرنامج المهني، الذي تولي إدارة المعرض اهتمامًا كبيرًا به، لأنه يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، ويسعى لتوفير منصة مهنية متخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، وذلك عبر سلسلة من المؤتمرات والبرامج وورش العمل والجلسات المتخصصة، ويضم سبعة محاور رئيسية هي برنامج كايرو كولينج للناشرين الأجانب ويحضرها ناشرون من أكثر من ١٥ دولة غير عربية، ثم المؤتمر الدولي لتعاون الناشرين في عصر ما بعد كورونا، والذي ينظم بالتعاون مع معرض بكين الدولي للكتاب افتراضيًا، ويضم كلمات مسجلة لأكثر من ٣٠ متحدثًا من مختلف الدول حول موضوع "سبل التعاون وتعزيز التنمية المشتركة في صناعة النشر"، ثم مؤتمر "الترجمة عن العربية جسر للحضارة- كتبنا تنير العالم" بمشاركة وزارتي الثقافة والهجرة ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومركز أبوظبي للغة العربية ودولة اليونان ضيف الشرف، ويضم مؤتمرا افتتاحيا وثلاث ورش متخصصة حول الترجمة من العربية، ثم البرنامج التدريبي للناشرين والذي يضم خمس ورش تدريبية متخصصة يحاضر فيها ناشرون ومتخصصون في الجوانب المتعلقة بصناعة النشر، وتهدف لتقديم معرفة احترافية للناشر المصري.