الملك عبدالله الثانى.. سنوات المحبة والرضا
تعيش المملكة الأردنية الهاشمية، حالة من الحب والانتماء، التفاف الأسرة الهاشمية والشعب الأردني، والدولة ومؤسسات البلاد، فرحة عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني الـ60 الذي يعطر الأجواء بعطر من الانتماء والولاء لملك هاشمي، يحمي التاج الأردني، أبًا عن جد.
ما زال بياض الثلج يدفع ألق الأرض، يمنحنا درر الرضا ووهبنا حب الأردن أولًا.
بين حب وآخر، يقف الملك عبدالله الثاني، ومعه الشعب الوفي، الأردنيون الكبار والرجال، يحتفلون بعيد ميلاد الملك الذي يتألق بهجة في تمام العام الستين.
60 يوم صهلة خيل ملكي مسوم بالحب والأصالة، والرضا الممتد بالنسب الهاشمي من عترة النبي المصطفى.
إنه شتاء اليوم الموافق للثلاثين من يناير، من عام 1962 عندما زف النبأ السامي، أغنية المجد الهاشمي، التي رأت النور، فيمتد إشعاعه إلى اليوم… وعمرك، أيها الشعب الأردني الأصيل المحب المرابط، جنودًا في شمال وشرق وغرب وجنوب الأرض، تمسكون بالعروة الوثقى، وميثاق الملوك الهواشم من آل البيت، لنرى اليوم وغدًا.. وفي كل ميثاق، أننا في محبة الملك الأب، النبيل، الحكيم، يضع قدمه، ركزًا يده في ورود العيد الستّين لميلاد الملك، الابن الأكبر للمغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، وسمو الأميرة منى الحسين، غرة التاج والعترة الهاشمية المجدولة بالحب والحكمة والقيادة.
في النطق السامي، علمنا صاحب العيد، كيف تكون المملكة الأردنية الهاشمية، طريق الأمن والأمان وسياج الدرة الملكية، حاملة الرؤية الهاشمية التي حمت وصاغت معالم وعززت مناقب الدولة الأردنية التي وهبت الأرض والوطن والناس، مائة عام من الحب والبهجة، سلاحنا، تلك العزيمة الهاشمية التي قال عنها الملك قبيل أشهر من زهوة العيد الستين.
سطوة العيد، رؤى الملك الأب والأخ، داعم تمكين المرأة والشباب، ثقافتنا الوطنية الأردنية، ما عزز وحرص عليه الملك، وهو غالبًا يبتسم، يتأمل الآتي على بلد الهاشميين والأردنيين النشامى، فقال أمام مجلس الأمة، النواب والأعيان، في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة التاسع عشر، نوفمبر 2021: ".. نحن أمام محطة جديدة في مسيرة التحديث الشامل، لتحقيق المستقبل الذي يستحقه شعبنا الكريم ووطننا العزيز" .
يمد الملك الهاشمي، الباني المعزز، يده لكل أحرار الأردن ورجالات الدولة والوطن، والأجهزة الأمنية ورجال الإعلام الوطني الأردني، وجيش الصحة الأبيض، وقامة التربية والتعليم العالي والصناعة والمزارعين، تلك اليد الهاشمية التي تحمل ورود العيد، تنثرها إلى جانب التاج الهاشمي، والعلم الأردني، ويطلق أمامنا في صهللة المستقبل، دستورنا الأردني القوى، المانع الحامي ويقول: وبعون الله وتوفيقه، سيبقى أردن الخير، مثالًا مشرقًا في التقدم والتضحية والإنجاز والتغلب على التحديات مهما كبرت، فهذا الوطن حر عزيز بأبنائه وبناته.
يتنبأ، صاحب العيد، يزرع شجرة، يتصفح جريدة أردنية، ويشاهد فضائية ويسمع الإذاعة، يمد يده لممرضة تصر على تأمين مطاعم ضد فيروس كورونا، ليكون الملك قدوتنا في الحماية الصحية، فقال لنا يوم خطاب العرش: "لقد أثبتت التجارب من حولنا أن الانتقال ضمن برامج واضحة، هو الطريق الآمن لتحقيق التحديث المطلوب، حفاظًا على المكتسبات وحماية للاستقرار، ونحن عازمون على السير في هذا الاتجاه بمسئولية ودون تردد أو تأخير، لتعزيز مصادر قوة الدولة، مجتمعًا ومؤسسات" .
مع سيدي، نضع ورود وأزهار الفيافي والوادي والأرياف الأردنية، لتسمع الصوت القوى، المعزز، يخاطبنا بحنو الأب والقائد الأعلى:" خلال الأشهر الماضية، شهدنا جهودًا كبيرة لتحديث المنظومة السياسية، وهي جهود مقدرة ومشكورة للجنة التي كلفناها بهذه المهمة، ضمن إطار أشمل لتحديث اقتصادي وإداري تعمل الحكومة على إنجازه. وفي الوقت ذاته، لا بد من التأكيد هنا على أهمية ضمان سيادة القانون على الجميع دون تمييز أو محاباة... ويواصل الأردنيون مسيرة البناء والتقدم على خطى جلالة الملك، عاقدين العزم على أن يبقى الأردن أنموذجًا للإنجاز والعطاء والوحدة الوطنيّة والعيش المشترك، مؤكدين ثقتهم وإيمانهم بقيادتهم الهاشمية التي حقّقت الإنجازات من أجل رفعة الوطن وصون مُقدّراته".
إننا معك، في ظل حكمتك سيدي، نقطف بيدك ثمار إعمار وحماية ووصاية الحقوق والواجبات، معك نرى القدس، عروس تلك السنوات التي أنارت قوتنا وصاغت الأردن النموذج..
هي تلك القوة التي منحت الملك لجين الشيب الذي يضج بالحكمة والمحبة..
والمناظر بعين الحب، يرى في مراحل حياة جلالته، منذ ميلاده في عمّان، سجلاً معرفيًا زاخرًا بالوعي والثقافة والمعرفة جعلت من مسيرة جلالته نموذجًا لطالب المعرفة من مصادرها.
درس الملك تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية، لينتقل بعدها إلى مدرسة سانت إدموند في ساري بإنجلترا، ومن ثم إلى مدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكمل جلالته دراسته الثانوية هناك.
وفي العام 1980، التحق جلالته بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم التحق عام 1982 بجامعة أكسفورد في مجال الدراسات الخاصة في شئون الشرق الأوسط.
والتحق جلالته بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1985.
وحصل على درجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة جورج تاون عام 1989، بعد أن أتمّ برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشئون الدولية، ضمن برنامج الماجستير في شئون الخدمة الخارجية.
وقد أضاف جلالته على الدراسة الأكاديمية خبرات عسكرية متنوعة في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، تدرّج بعدها في درب الجندية بعد تخرجه من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث بدأ في الجيش العربي قائدًا لسرية في كتيبة الدبابات الملكية 17 عامًا 1989، وبقي في صفوف العسكرية حتى أصبح قائدًا للقوات الخاصة الملكية عام 1994 برتبة عميد، وأعاد تنظيم هذه القوات وفق أحدث المعايير العسكرية الدولية.
وشكّل هذا التنوع المتميز من التعليم، الذي حظي به جلالة الملك، الدافع القوي لديه نحو تمكين أبناء وبنات شعبه من الحصول على تعليم متقدم وحديث، وقد عبر جلالته عن هذا بقوله: "طموحي هو أن يحظى كل أردني بأفضل نوعية من التعليم، فالإنسان الأردني ميزته الإبداع، وطريق الإبداع تبدأ بالتعليم".
وصدرت الإرادة الملكية السامية في الحادي والثلاثين من عام 1962، بتسمية الأمير عبدالله آنذاك وليًا للعهد، فيما نودي بجلالته ملكًا للأردن بعد وفاة والده، المغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، في العام 1999، ليتولى جلالته العهد الرابع للمملكة، معززًا لمسيرة بناء الأردن الحديث.
واقترن جلالة الملك عبدالله الثاني بجلالة الملكة رانيا العبدالله في العاشر من يونيو 1993، ورزق جلالتاهما بنجلين هما: سمو الأمير الحسين الذي صدرت الإرادة الملكية السامية باختياره وليًا للعهد في 2 يوليو 2009، وسمو الأمير هاشم، كما رزق جلالتاهما بابنتين هما: سمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة سلمى.
بقيادة ملكية تمتلك رؤية حكيمة وتوجيهاته للأجهزة الأمنية والرسمية وللحكومات المتعاقبة، نحو إصلاحات جذرية شملت مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لتجعل من الأردن دولة مؤثرة في المنطقة والعالم، ترتكز على الإنجاز النوعي، وترسيخ الديمقراطية واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، إلى جانب الاستقرار السياسي في المنطقة، ومحاربة الإرهاب والتطرف، ونشر السلم والأمن الدوليين.
ويتصدّر رفع مستوى معيشة المواطن الأردني، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له، جوهر أولويات جلالة الملك، مثلما يؤكد أهمية تكريس مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعزيز منظومة مكافحة الفساد، ويشدد دومًا على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع المؤسسات.
سعى الملك عبدالله الثاني، في دروب الفكر والحكمة، ووضع لبنات لجهوده الكبيرة في توضيح المفاهيم السمحة التي ينطلق منها الدين الإسلامي الحنيف، إلى جانب مواصلة جلالته مساعيه من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز آفاق التعاون مع دول العالم.
إثراء الممارسة الديمقراطية المتجذرة في الوجدان الأردني، نظرة دستورية ملكية، حمت الدستور الأردني، وعملت على توسيع أدوار السلطة التشريعية والارتقاء بها كركن أساسي في البناء الديمقراطي للدولة الأردنية، حيث شهد الأردن منذ تولي جلالته مقاليد الحكم، خطوات إصلاحية كبيرة قادها جلالته.
شكّل جلالته لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية، حدد مهمتها وضع مشروع قانون جديد للانتخاب ومشروع قانون جديد للأحزاب السياسية، والنظر بالتعديلات الدستورية المتصلة حكمًا بالقانونين وآليات العمل النيابي، وأن تترجم توصيات ومخرجات اللجنة على أرض الواقع ضمن برنامج عمل، في خطوة ملكية لتعزيز وتجذير الحياة الديمقراطية في الأردن.
وعكست تشكيلة اللجنة الملكية، من حيث تنوع شخوصها، حيث ضمت مختلف فئات المجتمع الأردني، وكذلك التيارات السياسية والفكرية، الاهتمام الملكي بضرورة أن تكون مخرجات اللجنة شاملة وذات توافق ورؤى مشتركة للنهوض بمسيرة الوطن نحو الأفضل.
وفي خطاب العرش السامي، الذي افتتح به الملك الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة التاسع عشر، أكد جلالته أن الأردن أمام "محطة جديدة في مسيرة التحديث الشامل، لتحقيق المستقبل الذي يستحقه شعبنا الكريم ووطننا العزيز"، إذ أثبتت التجارب أن الانتقال ضمن برامج واضحة هو الطريق الآمن لتحقيق التحديث المطلوب، مشددًا جلالته بأننا "عازمون على السير في هذا الاتجاه بمسئولية ودون تردد أو تأخير لتعزيز مصادر قوة الدولة مجتمعًا ومؤسسات".
وأشار جلالته لمجلس الأمة إلى أن "أمامكم مسئولية مناقشة وإقرار قانوني الانتخاب والأحزاب السياسية، والتعديلات الدستورية التي قدمتها الحكومة لمجلسكم الكريم، بهدف الوصول إلى بيئة حاضنة للحياة الحزبية، لتشكيل برلمانات المستقبل، بحيث يكون للشباب والمرأة دور بارز فيها"، لافتًا إلى أن "على القوى السياسية والأحزاب أن تنهض بدورها ومسئولياتها لتحقيق ذلك، فالتشريعات المقترحة لها أصل دستوري، وهي تشمل ضمانات للعمل الحزبي الذي لن نسمح بإعاقته أو التدخل فيه من أي جهة كانت".
يشهد الديوان الملكي الهاشمي، بيت الأردنيين جميعًا، لقاءات عديدة مع ممثلي الفعاليات الشعبية والرسمية من مختلف المحافظات والقطاعات، تركّز بمجملها على سبل تحسين وتطوير الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، حيث عكست هذه اللقاءات تركيز الملك على الاستماع مباشرة إلى هموم واحتياجات ومقترحات المواطنين.
ولأن ثروة الأردن الحقيقية بأبنائه، يقع الشباب الأردني في صُلب اهتمامات جلالة الملك، ويحظون برعايته ومساندته، كما يؤكد جلالته دومًا على ضرورة تحفيزهم وتمكينهم من خلال احتضان أفكارهم ودعم مشاريعهم، لتتحول إلى مشاريع إنتاجية مدرّة للدخل وذات قيمة اقتصادية، حيث تقوم رؤية جلالته على الاستثمار في الإنسان الأردني المبدع والمتميز بعطائه.
وعلى صعيد القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، يولي جلالة الملك؛ القائد الأعلى للقوات المسلحة- الجيش العربي والأجهزة الأمنية، جُل اهتمامه، ويحرص على أن تكون هذه المؤسسات في الطليعة إعدادًا وتدريبًا وتأهيلاً، لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه، إضافة إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين.
ويكرّس جلالة الملك جهوده الدءوبة مع الدول الفاعلة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين، وهي جهود ترافقت مع دعم ملكي متواصل للأشقاء الفلسطينيين على الصعيد السياسي والإنساني.
ويبذل جلالة الملك جهودًا كبيرة باعتباره وصيًا وحاميًا وراعيًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، للحفاظ على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ودعم وتثبيت سكانها، مسلمين ومسيحيين.
ويحظى الأردن اليوم، بقيادة جلالته، بمكانة متميزة دوليًا، نتيجة السياسات المعتدلة والرؤية الواقعية لجلالة الملك إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ودور جلالته المحوري في التعامل مع هذه القضايا، وجهوده لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
في العيد، تنظر الأردن، إلى سياق المحبة ودرب الحوار السياسي الدستوري، وتمد يدًا للملك المعزز، الذي يرى الأردن، سندًا حكيمًا، داعمًا لكل دول المنطقة والحوار وصاحب رؤية ينتبه لها العالم ويحتكم إليها بوعي سياسي وفكري وحضاري نادر.
لملك الأردن، الهاشمي القيادي الصلب، علاقات مميزة مع قادة وملوك وأمراء ورؤساء العالم العربي والإسلامي والدول الأوروبية والولايات المتحدة، مثلما له دوره الإنساني والأممي.
يسعد ويهتم الملك عبدالله الثاني بتعزيز وتقدير العلاقات الأخوية المتينة التي تربطه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مثلما يدعم مواقف مصر العربية القومية ويثمن علاقات البلدين نحو الرفاه والسعادة والرضا.