رضا خليل: معرضي محاولة لرصد وتوثيق «مزاج» المصريين
تستقبل قاعة جاليري آرت كورنر للفن التشكيلي بالزمالك، في السادسة من مساء الأربعاء الموافق 2 فبراير المقبل، افتتاح معرض الفنان رضا خليل، والذي يقام تحت عنوان «مزاج 2022».
وعن معرضه «مزاج 2022»، قال الفنان رضا خليل لـ «الدستور»: مزاج والجمع أمزجة. وكل عنصرين أمتزجا فكل واحد منهم مزاج أو مزيج. والمزاج فى التعبير الشعبى هو الكيف أو الهوى، وهو كل ما يؤثر في أفعال الإنسان واتجاهاته.
وأوضح «خليل»: عند عودتي من دراسة الفن بالخارج فى أول حقبة التسعينيات قررت أن أمارس الرسم ودراسة الأشخاص، فوقع اختياري على مقهى «الشيمي» بحي الأزهر بجوار مرسمي، وكان المقهى سيىء السمعة، حيث يعج بالعشرات من مدمني (الأفيون)، ولكنهم كانوا بشر حقيقيين عندهم عشرات القصص الإنسانية، ومن طول العشرة والعمل شاهدت أن الإدمان أو الكيف قادر على أن يذل الإنسان ويتحكم فى اتجاهاته.
وتابع «خليل»: وقبلها منذ عصر الكهوف، فكان هناك المحارب الذى يهوى صيد الفرائس وهناك الرسام الذي يدون حياة القبيلة، وفي المقدمة الساحر الذي يستطيع بعقاقيره وطقوسه السحرية أن يسيطر على الجميع. وقبلها قامت حروب بين دول الغرب والشرق من أجل الحصول على (البهارات)! وتجد أن المصريين من أكثر دول العالم شربا للشاي، وتذوقا للفنون، فكان الفلاح فى دلتا مصر بعد يوم من العمل الشاق يخرج الناى من جيبه ويعزف لحنا حزينا يداعب به مزاجه ليواجه صعوبة العمل، وأيضا الغناء الجماعي لعمال البناء والصيادين، والمزاج يتقلب بالإنسان حسب أحواله النفسية، وأحيانا يكون مصدر للمشاكل والصراعات.
ولفت «خليل» إلى: ومعرضى لهذا العام هو محاولة لرصد وتوثيق مزاج المصريين فى مختلف الحالات النفسية والإنسانية، وكيف يتحكم المزاج فى اتجاهات الإنسان بين الفرح والحزن والغضب. وأحببت أن تكون الفنانة حنان عبدالله زوجتي ورفيقة مشوارى ضيفة شرف في معرضي، فهي فنانة مختلفة درست فى كلية التربية النوعية، وتتلمذت على يد الفنان الكبير زهران سلامة، وهي تقوم برسالة مهمة، حيث تعمل بالتوجيه الفني بوزارة التربية والتعليم. وهي مقلة فى العروض بسبب الأعباء الحياتية، ولكنها فنانة رائعة وتقدم لوحات من خلال شغفها بالصحراء وقبائل الطوارق وحياة النساء في تلك البيئة القاسية. ومن هنا فالمعرض جزء من خبراتي الحياتية وثقافتي، ومحاولة لعمل فن صادق، وقد أنجح أو أخفق، ولكن سحر الفن يتطلب مزيد من الجهد والمحاولة.