الناقد الليبي نجيب الحصادي: فكرة الترجمة بدقة هي فكرة مثالية أو خيالية
أقيم بالصالون الثقافي، ضمن أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، ندوة ثقافية ضمن محور "تجربتي مع الكتابة" بحضور الناقد والمترجم الليبي نجيب الحصادي، أستاذ الفلسفة بجامعة بنغازي، وحاوره فوزي الحداد، أستاذ الأدب والنقد بجامعة طبرق في ليبيا.
وقدمه الدكتور فوزي الحداد قائلا:"إننا أمام علامة كبير ليس فقط في انتاج المعرفة، بل في نقل المعارف أيضًا، ويمكن اعتبار كتابه المترجم دليل أكسفورد، هو من أهم الكتب في العالم في مجالها، حيث بذل فيه من الجهد الكبير أكثر من سنتين".
وتحدث الناقد الليبي نجيب الحصادي عن تجربته في الترجمة، قائلا:"بدأت تجربتي في الترجمة بدافع أساسي في تدريس ما كنت أرغب في دراسته، ومن بعدها استكملت مساري في الترجمة حتى الآن، وأعتقد أن المترجم هو لص يدان على ما ترك، وليس على ما سرق".
وأشار الحصادي إلى عمليات الترجمة غير الدقيقة قائلا:"أحيانًا تحدث عمليات ترجمة تشوه النص الأصلي، ولكننا نعتبر أيضًا أن فكرة الترجمة بدقة هي فكرة مثالية أو خيالية، لأننا نضع في الاعتبار الكثير من الأشياء أثناء الترجمة منها اختلاف الثقافات، والخصوصية الثقافية للبلد التي ننقل عنها".
وأضاف أن الترجمة كفعل بشري تواجه الكثير من العوائق، وأن الثقافة العربية أصبحت في السنوات الأخيرة لا تنتج معارف بقدر ما تستقبل، ولكن أرى هناك حركة ترجمة كبيرة في الخليج، وكل هذه الروافد تيار يسهم في النهاية في عملية التحديث التي تحتاج إلى وعي جمعي بأهمية الحداثة، والتفكير الناقد، وهذا أيضًا يرجع لسياسة الدولة فهناك دول تعلي من شأن الترجمات العلمية، وأخرى تتجه نحو ترجمة الأعما الأدبية والثقافية".
وأشار إلى اتهام اللغة العربية بأنها غير قادرة على ترجمة العديد من اللغات الأخرى، ويقول:"هناك فريقان، الأول يعلي من شأن اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن، والثاني يرى أنها تتراجع وغير قادرة على الترجمة، والحقيقة أرى أن أي حديث عن تراتبية بين اللغات هو لا معنى له، لأن ليس هناك معيارًا مشترك يمكن الاحتكام إليه للمفاضلة والمقارنة بين اللغات، فاللغة العربية كانت متفوقة في العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية، ولكن حال اللغة هو من حال أبنائها دائمًا".