أشرف التعلبي: «الجنوب ملهمي.. ومشروعي توثيق حياة المنسيين»
أشرف التعلبي صحفي وكاتب روائي جاء من قلب الجنوب، ليكون امتدادا للكبار الذين سكنوا القاهرة بكتابتهم وإبداعاتهم، كانت الصحافة بوابة دخوله للقاهرة والسير في طريق الإبداع، قدم إلى الآن 4 أعمال إبداعية «وطاويط النجع»، ورواية «أبي سروال» وهي الفائزة بحائزة المجلس الأعلى للثقافة، وقدم متتالية قصصية تحت عنوان «الحاجر» عن البدايات والخطوات الأولى في عالم الإبداع.
ويحدثنا الكاتب الصحفي والروائي أشرف التعلبي في حواره لـ«الدستور» عن بداياته مع القراءة منذ سنوات طويلة، وإلى نص الحوار:
كلمنا أولا عن بدايتك الأدبية؟
الرغبة في الكتابة الأدبية بدء يتحرك في عقلي تقريبا عام 2011 وبدأت وقتها في كتابة رواية لكنها لم تكتمل، ثم انشغلت كثيرا بالعمل الصحفي وأصبحت عضوا بنقابة الصحفيين، لكن لم اتوقف عن القراءة، إلى أن أصدرت في عام 2016 كتاب مقالي تاريخي يحمل عنوان جمهورية الصعيد، وبعدها أصدرت متوالية قصصية "الحاجر، ثم فازت رواية أبي سروال من المجلس الأعلى للثقافة، وأخيرا فازت روايتي وطاويط النجع في مسابقة هيئة قصور الثقافة... ومازالت اعتبر نفسي في أول خطوة.. وهناك خطوات كثيرة قادمة.
رواية (وطاويط النجع) فازت بجائزة الرواية في المسابقة الادبية المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة لعام 2020 – 2021 كلمنا عن المسابقة وشروطها ؟ وكلمنا عن الرواية واهم ما يميزها؟
المسابقة تشمل مجالات الشعرة، المجموعة القصصية، الرواية، أدب الطفل والدراسات النقدية»، وهدفها اكتشاف النابغين والموهوبين وخلق جيل جديد من المبدعين، وشروط المسابقة ان يكون المتسابق مصري ولا يزيد سنه عن (50) خمسين عاما، ولم يفز بأية جائزة في المسابقتين الأخيرتين اللتين نظمتهما الهيئة العامة لقصور الثقافة، ولا يكون العمل المقدّم إلى المسابقة قد فاز بأية جائزة من أي جهة أخرى من قبل، ولا يحق للمتسابق الاشتراك في أكثر من مجال من مجالات المسابقة.
اما عن رواية وطاويط النجع.. فتتناول الرواية حكايات الأوبئة في الصعيد، بداية من الطاعون، ومرورًا بالكوليرا، ونهاية بجائحة كورونا.
وهي من الروايات الاجتماعية الواقعية التي تدور أحداثها حول حياة «حجاج الجعفري» الذي يقطن في نجع صغير في الصعيد الجواني، وترصد الرواية في فصولها معاناة أهل النجع في مواجهة الفيروس اللعين كورونا وكيف أثر على حياتهم اليومية، خاصة أن حجاج مثل غيره يعرف أن للنجع تاريخًا مريرًا من النضال ضد الأوبئة، فلقد فقد النجع رجالًا ونساء لا يمكن حصرهم بعدما انتشر وباء الكوليرا والطاعون منذ عقود طويلة دون أن يجدوا علاجًا ينقذهم، لذلك يخشى أهل النجع من تكرار الفاجعة.
تحدثت من قبل عن مشروعك الأدبي وهو توثيق حياة المنسيين في الصعيد الجواني واعتبرت ان رواية (وطاويط النجع) جزء منه كلمنا عنه بالتفصيل ما تم فيه ومن هم المنسيين في رأيك؟
نعم رواية «وطاويط النجع» خطوة مهمة للغاية في مسيرتي الأدبية وتأتي ضمن مشروعي الأدبي الذي اسعى لتحقيقه وهو توثيق حياة المنسيين في الصعيد «الجواني»، واستطعت انجاز روايتان ومجموعة قصصية ومازال هناك الكثير من الاعمال التي ارغب في إنجازها ضمن مشروعي.
والمنسيين الذي أقصدهم المهمشين البسطاء الذين أتوا للحياة ورحلوا دون أن نشعر بوجودهم، وهم متواجدون في نجوع الصعيد الجواني، كافحوا من اجل محاربة الفقر والمرض والثأر والأمية، ومن المهم جدا أن أوثق حياة هؤلاء ونضالهم اليومي.
أيضا فازت روايتك (أبي سروال) بالمركز الثاني في مجال الرواية بمسابقة المواهب الأدبية دورة خيري شلبي 2021 ونظمها المجلس الأعلى للثقافة وحاولت تدوين عالم صحراء قنا فيها إلى أي مدى أثرت عليك البيئة المحلية وعلى كتاباتك؟
بالفعل تأثرت جدا ببيئتي.. فالصعيد هو ملهمي الأول في الكتابة الأدبية وهو الذي يمدني بالطاقة لأكتب واكتب، واشعر ان الكتابة ليست رفاهية لكنها مسئولية.
الصعيد بكل تفاصيله ساحر.. بآثاره العالية المهيبة وبتراثه الغني وبعاداته الطيبة، وبلهجته المليئة بالمفردات، حتى الصحراء هناك ساحره، فيها عالم غير عالمنا الذي نعيش فيه.
وصدرت رواية أبي سروال عن بيت الياسمين للنشر والتوزيع، وهي من نوع الروايات الاجتماعية الواقعية في محاولة لتدوين عالم الصحراء الغربية... وتدور أحداثها حول حياة رجل عشق الصحراء وأعطاها كل ما يملك، وتبدأ الرواية من نجع صغير يقع شمالي محافظة قنا جنوبي مصر، ويقيم فيه ما يقرب من سبعمائة نفر من الرّجال والنساء والأطفال..
الحاجر أول كتاب قصصي لك إيه الفرق بينه وبين رواياتك ولماذا اتجهت للقصص؟
... الحاجر متوالية قصصية صادرة عن دار إضافة للنشر والتوزيع ومشاركة بمعرض الكتاب، تمثل القصة القصيرة بالنسبة لي عشق، واري انها أصعب في الكتابة، لذلك فضلت ان تكون البداية الأدبية الحقيقية من خلال القصة، وتأثرت كثيرا بالكاتب الكبير يحيي الطاهر عبد الله ويحيي حقي، واخترت ان تكون مجموعة "الحاجر" متوالية لان أحداث القصص كلها ترتبط ببعضها البعض وتدور كل الحكايات في قرية الحاجر في إشارة الي حدوثها في الصعيد الجواني.
بالنسبة للمجتمعات الأكثر محافظة مثل الصعيد. كيف يستطيع الأدب أن يطور أو يغير من عاداتهم؟
بكل تأكيد للكمة دور في تغيير المجتمعات، فالأدب الصادق لا يجب أن يكون معزولا عن قضايا مجتمعه، فالأعمال الأدبية ليست فقط للتسلية، لكنها لمعالجة قضايا مجتمعية ورصد تحولات حقيقية، لكن علينا أن نتوقف عند نقطة مهمة كيف لرواية أن تغير مجتمع وتحارب فكرة هدامة مثل الثأر في الصعيد.. في ظل إنتاج الكثير من المسلسلات التي تتناول ظاهرة الثأر والبلطجة بشيء من العبث، ويخلطون بين الشهامة والعصبية القبلية الجاهلية، وهذه المسلسلات تسببت رفع روح العصبية.
ورأيت بنفسي كم من شخص عزيز مات أثر ثأر دموي، لماذا لا نتسامح، ولماذا نعطي الحق لأنفسنا بالقصاص وهناك محاكم وجهات مسئولة عن تحقيق هذه العدالة، علينا محاربة هذه الظاهرة وأحلم كما يحلم الكثير من الشباب والامهات بصعيد بلا ثأر.
ما الفرق بين لغتك واسلوبك الادبي في الروايات وبين لغتك وكتاباتك في الصحافة؟
ساعدتني الصحافة في فهم التفاصيل الدقيقة التي لا يراها المواطن العادي، فعملي في التحقيقات الميدانية والاستقصائية كان لهم مفعول السحر في كتابة رواية منضبطة ومحكمة بكل تفصيله، فالصحافة علمتني فهم السيناريو الذي دار في واقعة أو حادثة معينة.