علي جمعة: مفهوم العدل ثابت عبر كل العصور وفي كل المجالات
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن منظومة القيم من باب المطلق، فمفهوم العدل ثابت عبر العصور، وثابت أيضا في كل المجالات، فالعدالة الاجتماعية لا يفرق بينها وبين العدالة في القضاء أو في السياسة أو في الفكر.
وأشار “جمعة” عبر صفحته الرسمية قائلا: الخروج عن العدالة في أي مكان أو في أي زمان أو في أي مجال يعد ظلماَ وزورًا، وهذه الحقيقة البسيطة قد أصبحت محل نظر من خلال عقائد نسبية تمسك بها أصحابها، فرأيناهم يتخلون عن العدل من أجل القوة، أو المصلحة، أو بعض المواقف الشخصية ولا يعدون ذلك ظلمًا بل يسمونه بالواقعية وسياسة الأمر الواقع والمصلحة العليا إلى آخر هذه العبارات التي إن دلت على شيء فإنما تدل على التدليس والغش.
وتابع "جمعة": مجموعة النصوص التي تثبت العدل وتقره قطعية تتمثل في قوله تعالى : )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل : 90]. وفي قوله : (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام : 152]. وقوله سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) [النساء : 58]. وقوله : (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المائدة : 8].
وأوضح “جمعة” قائلا : ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت، وإذا حكمت عدلت، وإذا استرحمت رحمت)، [الطبراني في الأوسط]. وقوله صلى الله عليه وسلم : (الظلم ظلمات يوم القيامة) [ رواه البخاري]، وكذلك ما يرويه صلى الله عليه وسلم عن رب العزة، حيث قال تعالى : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعله بينكم محرما) [رواه مسلم]، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما العصبية ؟ فقال : (أن تعين قومك على الظلم) [رواه أبو داود]. والعدل من أسمائه تعالى. .