الفنان التشكيلي سيد هويدي: موضوع الهوية هو قضيتي البحثية
يشارك الكاتب الفنان التشكيلي سيد هويدي، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقرر إنطلاقه في الفترة من 26 يناير الجاري وحتي 7 فبراير 2022. بأحدث مؤلفاته الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان "هويتنا البصرية".
هذا ويصادف إصدار الكتاب، مع شعار دورة هذا العام من معرض القاهرة الدولي للكتاب: "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل". وفي هذا الصدد قال الفنان سيد هويدي لــ "الدستور": شعار هوية مصر .. الثقافة وسؤال المستقبل صحيح أنه يقترب من الطرح الذي تناولته في كتابي (هويتنا البصرية) الا أن موضوع الكتاب جزء من مفهوم شعار المعرض .. لكن موضوع الهوية هو قضيتي البحثية منذ حصولي علي جائزة الشارقة عن كتابي (صراع الهوية في زمن الحداثة) عام 2009،
ولفت "هويدي" إلي: مازال سؤال الهوية من الموضوعات التي تحتاج إلي كتابة أكثر وتناول من أبعاد مختلفة حتي لا يصبح التعصب للهوية معوقا لمسارات التقدم أو سببا في الفرقة بين أبناء أمة واحدة
خاصة أن الهوية متغيرة وليست ثابتة كما يظن البعض والهوية لا تعرف الإ بالآخر .. لذلك هناك ضرورة لتفهم الفرق بين الهوية الفردية والهوية الجماعية في إطار قومي لأمة أو حتي عالمي تلك المستويات من الهوية تساعدنا علي المشاركة وليس المغالبة.
وأضاف "هويدي": عاشت مصر فى الثلاثينات والأربعينات تحررا فكريا ونشاطا ثقافيا.. فقد كانت جزءا من الحيوية الثقافية العالمية، كان كبار كتاب وفناني العالم يحرصون على زيارتها، وكانت تربط بعضهم علاقات مع كبار كتابنا وفنانينا.
كانت مصر تموج بحركات ثقافية حية من اتجاهات مختلفة، كانت تلك الحركات جزءا من الحيوية الثقافية العالمية، مثلما كانت حركة الفن والحرية فى مصر جزءا من الحركة السيريالية العالمية فى نهاية عصرها الذهبي، كان بين هذه الجماعات تنافس بناء، فبينما كان المتمردون والمجددون يتجمعون فى جماعات تقدمية مثل "الفن والحرية"، كان المحافظون والكلاسيكيون من الفنانين التشكيلين يتجمعون فى "صالون القاهرة"، بينما كانت مجلة "أنيفور" تنشر رسائل من "بول فاليري" إلى جماعة "المحاولين"، كان طه حسين ينشر فى مجلة "الكاتب المصرى" رسائل من أندريه جيد، مثلما كان جورج حنين ينشر رسائل من أندريه بريتون إلى السيرياليين المصريين.
ومما جاء علي الغلاف الخلفي لكتاب "هويتنا البصرية"، للكاتب سيد هويدي نقرأ: تجسدت أسئلة الهوية عبر التاريخ وكأنها صخرة سيزيف يستجمع الإنسان المصري كل طاقته لحمل الصخرة كل مرة صعودا إلي قمة الجبل وعندما يصل تهوي إلي السفح مرة أخري في معاناة وتحد عصي علي التصنيف بين قبطي، وعربي، إسلامي، مجتمع زراعي، صناعي، حداثي، تقليدي.
فهل "الهوية" المختلف عليها متغيرة أم ثابتة في وجود تحد سلفي أصولي والعلاقة الملتبسة المعقدة مع الغرب. وتأثير ذلك علي الفن، أو أن تضخم سؤال الهوية المراواغ المحير أحد اسباب عرقلة التقدم، والوقوع في فخ الاستغراق في الذات علي نحو صرفنا عن أسئلة أهم وهي : كيف نتقدم ..؟
هل سؤال الهوية كتن سببا من أسباب العزلة ..؟ أم أن سؤال الهوية تجاوزه الوقت إلي أفاق وفضاءات جديدة .. في ظل عالم متغير وسماوات مفتوحة وإعادة صياغة الخريطة العالمية، والسعي الحثيث للعولمة والنشاط الكوكبي.