الطاووس
إذا كان الملح يحفظ اللحم.. فمن يصلح الملح إذا الملح فسد؟
من نهش "شرف" إسراء السعيد هو أخوها طمعاً فى اقتناص ميراثها.. وليس صديقه الذى استعان به ليتعدى على أخته، مثلما تعرضت فتاة صغيرة للاغتصاب من والدها في المنصورة قبل عدة أشهر.
بسنت خالد.. جريمة انتهاك هزت مشاعر الجميع.. شارك فيها البعض من المجتمع ليتحول الأمر وكأنها محاكم تفتيش جديدة.. شارك فيها تجار الدين والأخلاق بلا ضمير.. ترتب عليها أن تفقد الأسرة ابنتها فى غفلة من الزمن.. وتناسوا جميعاً أن السمعة والشرف هى أغلى ما نملك.
فضحت السوشيال ميديا عيوب المجتمع.. ما حدث مع بسنت هو عدة جرائم مرتكبة، هي:
- تحرش وتجاوز وملاحقة لها لرفضها إقامة علاقة مع أحد الشباب المستهتر.
- استخدام برامج إلكترونية فى صناعة صور أو مقاطع منافية للآداب.
- ترويج لمحتوى يحمل إساءة وتشهيرًا لأفعال مزيفة من الأصل.
- حالة من استعراض القوة الذكورية بكل ما تحمله من تراكمات ضد المرأة.
- الابتزاز للدرجة التى دفعت بفتاة فى مقتبل العمر للانتحار.
وهو ما يجعلنى أطالب بمراجعة الفجوات القانونية والتشريعية من أجل المزيد من التشديد فى عقوبات الابتزاز والتحرش، وسرعة الفصل والحكم فيها.. حتى تكون عبرة للجميع.
ثم تأتى قصة معلمة الدقهلية، والرحلة الترفيهية التى استغلتها الكتائب الإلكترونية لمدّعى الورع والالتزام لنشر القصة تحت عنوان "رقص معلمة المنصورة"، للمزيد من الانقسام والبلبلة داخل المجتمع.. للتشكيك في ثوابتنا.
إنها إدارة النفاق.. يا سادة.. سلسلة من التطرف الفكرى بادعاء التدين.. الأفكار والممارسات ضد المرأة.. "معششة".
ما كل هذا النفاق؟ مجتمع الرشوة يدافع عن الأخلاق والقيم.
قصة معلمة الدقهلية هى جريمة تلصص لمن أباح وأتاح لنفسه ما ليس له..
«أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ»، الإجابة أصبحت نعم، ويحدث طول الوقت.. إذا كنتم تعتقدون أنكم وكلاء الله على الأرض.. فقيم الأخلاق والمحبة ظهرت قبل الأديان.
الدين يعظم الأخلاق ويعلى من شأنها، ولكنه ليس صانعا لها.. ويمكنكم العودة لنصوص ماعت والحكيم «آنى» من الحضارة الفرعونية.
ينص الدستور على احترام الحياة الخاصة والشخصية، ولكن لا يزال بعض الأشخاص فى المجتمع ينتهكون الحياة الشخصية لغيرهم بدم بارد.
من الآخر..
إنها مشاعر هشة لمجتمع يعشق النفاق.. لا يرى فى المرأة سوى العار، ويتغاضى عن أخطائه الذكورية ويتجاهلها.
نقطة ومن أول الصبر..
الحفاظ على الإنسانية يحتاج إلى عودة الوعى وتصحيح المفاهيم والموروثات.