الأحد.. «اقتباسات المهرجانات» لقاء مع وليد الخشاب بمركز الصورة المعاصرة
ينظم مركز الصورة المعاصرة بوسط البلد محاضرة “اقتباسات المهرجانات” لقاء مع وليد الخشاب وذلك يوم الأحد الموافق 16 يناير في تمام الساعة السابعة مساءً.
تركز المحاضرة حول تاريخ ودور بعض المهرجانات السينمائية، وكيف اقتبست مصر بعض نماذج المهرجانات العالمية. يأتي هذا اللقاء كجزء من اهتمامنا بالعمل الثقافي في الخمسينات والستينات في القارة الأفريقية ودول عدم الانحياز في مشروعنا «ضوء النجيمات البعيدة- عن القاهرة والعموم أفريقية» المقام حاليًا.
نموذجان أساسيان لنقل الحداثة الغربية إلى مصر كانا: الاستيراد والاقتباس، بمعنى أن تنقل مصر كليا فكرة أو مؤسسة أو عملاً ثقافيا، أو أن تستلهم الفكرة والمؤسسة والعمل الثقافي و"تمصره".
النموذجان يؤسسان لفهم استيراد واقتباس صناعة السينما بمصر، وكذلك لفهم توظيف بعض المؤسسات السينمائية ثقافيا وسياسياً على مدار تاريخ السينما المصرية. في هذا اللقاء، نتعرف على وجه لتاريخ نشأة مؤسسات السينما الثقافية في العالم العربي وأفريقيا على ضوء نموذج “الاقتباس الثقافي”، بمعنى اقتباس فكرة المهرجان السينمائي كمؤسسة وأداة لنشر الثقافة والدعاية السياسية؛ وكوسيلة لصناعة سينما لها اعتبار معنوي "عالمي" ووطني تحرري معاً.
المهرجانات كاقتباس: لا يخرج تاريخ المؤتمرات والمهرجانات الثقافية المصرية -لا سيما في مرحلة ما بعد التحرر الوطني- عن هذا الإطار. فمنذ الستينات والعالم العربي قد اقتبس في مهرجان قرطاج توظيف المهرجانات سياسياً وثقافياً وهو ما كان قد بدأ مع إنشاء مهرجاني كان وفينيسيا. لكن المهرجانين الأوروبيين كانا يهدفان في أصلهما التاريخي لدعم الفاشية (إيطاليا-فينيسيا) أو الليبرالية الغربية (فرنسا – كان). أما مهرجان قرطاج (تأسس ١٩٦٤) فقد استلهم المبدأ، ولكن وظف اتجاهه لدعم سينما العالم العربي وسينما العالم الثالث وقتها (أفريقيا، آسيا، أمريكا اللاتينية). وبنفس الروح ظهر مهرجان واجادودو (تأسس ١٩٦٩) ليدعم السينما الأفريقية. من المثير أن نلاحظ أن المهرجان الدولي لأفلام آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، المعروف في العالم العربي باسم مهرجان طشقند قد تأسس عام ١٩٦٨ كجزء من السياسات الثقافية السوفييتية.
تسمح تلك التواريخ بطرح مسألة الاقتباس بوصفها تفاعلا عالميا وليس مجرد اقتباس الجنوب من الشمال، فربما يصح أن نزعم أن مهرجان طشقند قد اقتبس روح مهرجان قرطاج، وأن مهرجان واجادوجو قد استلهم روح قرطاج وطشقند معاً. بنفس المنطق أسهمت مصر أيضاً منذ الستينات في توظيف السينما لخدمة فكرة الاستقلال الأفريقي والتعاون الوحدوي الثقافي بين بلاد القارة السمراء منذ مهرجان أسوان القديم، الذي ارتبط بالسياسات التحررية في أفريقيا والعالم الثالث والتي تبنتها مصر الناصرية.
والاقتباس هنا ليس فقط مسألة عابرة للثقافات، بل هي أيضا عبور للوسائط. ففكرة المهرجان المخصص للعالم الثالث في حد ذاتها اقتباس لفكرة اتحاد الكتاب الأفرو آسيوي التي أنشأها ودعمها الاتحاد السوفييتي منذ ١٩٥٨، والتي كان لها مقابل مقتبس في مصر من خلال منظمة التضامن الأفرو آسيوي المصرية. من المثير أن المهرجان الأول لاتحاد الكتاب الأفرو آسيوي والذي عقد عام ١٩٥٨، أي بعد ثلاث سنوات من مؤتمر باندونج، قد جرت وقائعه في طشقند، أي عشر سنوات قبل تأسيس مهرجان طشقند السينمائي الدولي في ١٩٦٨.
الدكتور وليد الخشاب أستاذ ومنسق الدراسات العربية بجامعة يورك، كندا منذ عام ٢٠٠٧، ومدير جمعية الدراسات العربية الكندية، في عام ٢٠٠٣حصل على الدكتوراه من جامعة مونتريال في السينما والأدب المقارن وعنوانها “الميلودراما في مصر”.
في ٢٠٠٤ أدار تحرير كتاب: “العرب: الخروج من الأزمة؟” المنشور في دار كورليه الفرنسية، وأتبعه بما يقارب ستين فصلاً في كتاب ومقالاً أكاديمياً حول الثقافات العربية والإسلام، لا سيما قضايا الهوية الثقافية والحداثة؛ لا سيما في السينما والأدب والثقافة الدارجة. نشرت دراسته بالعربية والفرنسية والإنجليزية في دورهام ومونتريال وباريس واسطنبول والقاهرة.