ممثلة الرابطة الإنجيلية بالشرق الاوسط: الكنيسة حينما تأسست اعتمدت على «الشركة» بين الافراد
أعلن مركز الكنيسة الكاثوليكية في لبنان برئاسة مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، إطلاق أسبوع الكتاب المقدّس 2022 "الشركة في الكتاب المقدّس".
وفي حفل الاطلاق، قالت المدبّرة العامّة في جمعية الراهبات الأنطونيات، وممثلة الرابطة الكتابية في الشرق الاوسط الأخت باسمة الخوري عن "الشركة في الكتاب المقدّس": في بدء الكنيسة كانت "الشركة" كلمة تترافق مع "أخوّة"، "اختلاف" و"تعدّدية".
وأضافت أن الكنيسة هي جماعة الذين دعاهم الله، فهي بالتأكيد تجمع أناسًا مختلفين بالأصول والجنس والمواهب والطبائع، والأعمار... لا بل إن هذا الإختلاف هو من مميّزاتها. الكنيسة إذًا مجموعة من الجماعات التعدّدية، لكنها جماعات متضامنة، موحّدة، على ما يقوله القديس بولس في رسالته الى غلاطية: "لأنَّكُم تعَمَّدتُم جميعًا في المَسيحِ فلَبِستُم المَسيحَ، ولا فَرقَ الآنَ بَينَ يَهودِيٍّ وغيرِ يَهودِيٍّ، بَينَ عَبدٍ وحُرٍّ، بَينَ رَجُلٍ وامرأةٍ، فأنتُم كُلُّكُم واحدٌ في المَسيحِ يَسوعَ"
وتابعت: "إن العماد يكسر كل الحواجز والفروقات الاجتماعية وكل أنواع التمييز، به يصبح كل مسحي إبنًا أو بنتًا لله، إخوة وأخوات لعائلة واحدة، مدعوّين الى علاقات أخوية، وكل جماعة مسيحية مدعوّة الى علاقة تضامن مع الأخرى. وأساس هذه الشركة هي المسيح بالذات: "فأنتُم كُلُّكُم واحدٌ في المَسيحِ يَسوعَ".
واكملت: "كلنا خطأة، بهذا نحن في شركة جميعنا لا نستحق الله, أخطاؤنا، خطايانا، محدوديتنا، رغباتنا التي لا تشبع... تقطع علاقاتنا بالناس وتبعدنا عن الله وعمّا ينتظره منّا. في لغة الكتاب المقدس، نحن جميعنا خطأة! لكن العهد الجديد كشف لنا أننا مقبولون من الله دون أي شرط. إنها بشرى يسوع المسيح لنا :"وأنا أيضًا لا أحكم عليك، إذهب ولا تعد تخطأ". نحن جماعة من يعرفون أنهم خطأة مغفور لهم، ولذلك نحن جماعة من يحيون بالصلاة شكرانًا لله، جماعة الشركة مع الله، وبالتالي مع الإخوة.
من هنا لا يمكن أن نحيا في الكنيسة على أساس أننا مجموعتين: "نحن" و "هم". "نحن" الأتقياءـ الأنقياء، من نعرف الكتاب المقدس كما يجب، و"هم" الأشرار، الخطأة الذين لا يعرفون كيف يقرأون كلمة الله. في الكنيسة، "أنا هو وهي" كلنا خطأة غفر لنا الرب. بهذه المعرفة نخلق روابط الشركة... والشراكة.
وتابعت منوّهة" بعبارتي "الشركة و"الشركة في الاختلاف" قائلة:
نظرًا للمسافة التي تفصل بين الله والناس الخطأة، لم يستعمل اليهود الذين ترجموا العهد القديم أبدًا كلمة "كينونيا" اليونانية أو مشتقاتها، للكلام عن العلاقات بين الانسان والله. وإذا بالرسل يعلنون هذه الرسالة الثورية، بخاصة في العالم اليهودي: " اللهُ دَعاكُم إلى شَرِكةِ ابنِهِ يَسوعَ المَسيحِ رَبّنا"!
بعد الشركة والإخوّة، والشركة في الإختلاف بالتعدديّة، لا بدّ من التوقّف عند الشركة في الاختلاف. من الوضح أن الإختلاف يشكّل مخاطر عديدة تواجه الشركة الأخوية. فمن الممكن أن نحوّل الإختلاف الى مجرّد "تعايش"، "تسامح" رخو. كما يمكن أن نجعل منه، على العكس، برهانًا لفرض خياراتنا الخاصة. لكن إن كان الاختلاف يشكّل خطرًا على الشركة الأخوية، فهو في الوقت عينه فرصة رائعة.
ينبثق الإختلاف في الكنيسة من قناعة أساسية هي أن يسوع هو الحقيقة. به تحوّلت الكنيسة الى جسد المسيح بأعضائه المختلفة والموحّدة. هذا هو مثال الشركة الكنسية.
وختمت بنـــداء أن نخضع بعضنا لبعض، هو إذًا أن نسمع بعضنا لبعض. أن نسمع كلمة الآخر، نسمعه أولاً دون السعي إلى إقناعه، ودون إغراقه ببراهيني في كل وقت. أن نسمع بعضنا هو أن نأخذ وقتنا في فهم مصدر الكلمة التي أسمعها؛ هو أن آخذ موقف المستعدّ لتغيير رأيه، للتقدّم معًا.