«عصور ما قبل التاريخ في سورية» أحدث مؤلفات الباحث حسام غازي
يصدر قريبا عن هيئة الموسوعة العربية، أحدث مؤلفات الباحث السوري، الدكتور حسام غازي، تحت عنوان "عصور ما قبل التاريخ في سورية".
والدكتور حسام غازي، أستاذ في قسم الآثار، بكلية الآداب والعلوم الإنسانيَّة، في جامعة دمشق؛ صدر له مؤخرا عن دار نينوى للدراسات والنشر، كتاب "عقائد ما بعد الموت". كما شارك في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب والتي أقيمت في شهر يوليو 2021، بعمله الضخم الموسوعة العالمية المعنونة بــ"شعوب وثقافات وحضارات العالم من ظهور الإنسان حتى الحرب العالمية الأولى"، في ستة مجلدات، والصادرة عن دار التكوين السورية، وحققت الأعلي مبيعا، ضمن مشاركة الدار بالمعرض.
ــ استعراض آثار عصور ما قبل التاريخ في سورية
وعن كتابه "عصور ما قبل التاريخ في سورية"، قال دكتور حسام غازي لــ"الدستور": تؤرخ عصور ما قبل التاريخ في سورية على نحو 1800000 إلى 3200 سنة ق.م٬ أي من ظهور الإنسان من وجهتي النظر الأثرية والأنثروبولوجية حتى اختراع الكتابة التي تمثل الحد الفاصل ما بين عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية٬ وقد تم توثيقها في الكثير من المواقع الأثرية٬ أقدمها موقعي بئر الهمل وعين الفيل في منطقة الكوم٬ اللذان يؤرخان على نحو 1800000 ق.م٬ وبذلك يمثل هذا التاريخ بداية المشهد الثقافي السوري٬ كما يمثل مع مكتشفات مضيق الأولدوان في تنزانية بدايةً للمشهد الثقافي العالمي.
وأضاف "غازي": إذا تأملنا آثار الفترة الطويلة التي عاشها الإنسان في سورية قبل أن يدخل في عصوره التاريخية المكتوبة لأدركنا جيداً الأهمية الثقافية والحضارية التي تتمتع بها سورية بالنسبة لشعبها٬ وبالنسبة لبقية شعوب العالم التي تجد جذورها في العمق الثقافي والحضاري لهذه الأرض٬ وهذا بدون أدنى شك ليس غريباً على بقعة جغرافية متوضّعة في قلب العالم القديم٬ تفاعلت فيها معظم ثقافات وحضارات العالم لإنتاج ما نحن فيه اليوم من رقي.
ولفت غازي: يحاول كتاب "عصور ما قبل التاريخ في سورية"، استعراض آثار عصور ما قبل التاريخ في سورية٬ بالاعتماد على أحدث المصادر والمراجع ونتائج أعمال البحث والتنقيب الأثري في المواقع السورية٬ وقد تم تقسيمه إلى ثلاثة أبواب انسجاماً مع المعايير الكرونولوجية المتعارف عليها عالمياً في تقسيم عصور ما قبل التاريخ.
كرّس الباب الأول للبحث في العصر الحجري القديم (الباليوليت) أو عصر الصيادين الأوائل٬ الذي يؤرخ على نحو 1800000 إلى 10000 سنة ق.م٬ والذي وثّقت خلاله في سورية آثار أقدم أفراد العائلة البشرية٬ وهم على التوالي الهوموهابيل(H. Habilis) والهوموأركتوس (H. Erectus) والإنسان العاقل القديم والنياندرتال وأخيراً الإنسان العاقل عاقل٬ وجاء هذا الباب في فصلين٬ الأول يتناول ثقافات العصر الحجري القديم٬ والثاني يتناول مواقع استيطان الصيادين الأوائل في سورية.
وكرّس الباب الثاني للبحث في العصر الحجري الحديث (النيوليت) أو عصر المزارعين الأوائل٬ الذي يؤرخ على نحو 10000 إلى 6000 سنة ق.م٬ والذي شهد بدوره عدة تحولات ثقافة تمثلت بما يعرف بالثورة النيوليتية٬ وقد تم تقسيمه إلى فصلين٬ الأول يتناول ثقافات العصر الحجري الحديث٬ بينما يتناول الفصل الثاني قرى المزارعون الأوائل في سورية.
أما بالنسبة للباب الثالث٬ فقد تم تكريسه للبحث في العصر الحجري النحاسي (الكالكوليت) أو عصر المجتمعات الزراعية المتطورة٬ الذي يؤرخ على نحو 6000 إلى 3200 سنة ق.م٬ والذي شهد بدوره عدة تحولات ثقافية انتهت بظهور الكتابة التي تمثل ذروة عطاء إنسان ما قبل التاريخ٬ ونقطة التحول ما بين عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية٬ وجاء هذا الباب أيضاً في فصلين٬ الأول يتناول ثقافات المجتمعات الزراعية المتطورة٬ بينما يتناول الفصل الثاني القرى ثم المدن التي تم استيطانها من قِبل تلك المجتمعات.