الرئيس والتنمية ومكافحة الإرهاب
تحدثنا الأسبوع الماضى عن جهود السيد الرئيس التى يبذلها سيادته فى شتى مجالات التنمية، والبناء والعمران، والاهتمام ببناء الإنسان، وتحقيق القدر الأكبر من تذليل صعوبات الحياة له، خاصة فى مجالات الصحة، والإسكان، والمرافق العامة، وتوفير المياه الصالحة للشرب، والعديد من المشروعات الزراعية، والصناعية التى تستهدف إلى الارتقاء بحياة ذلك المواطن المصرى الشريف.. وكيف أن تلك الجهود قد ترتب عليها قدر كبير من حماية وتحقيق حقوق الإنسان، وما ترتب على ذلك من الحد من ظواهر الفساد المالى والادارى، وتحقيق مبدأ المساواة والعدالة على قدر المستطاع لأبناء الوطن الواحد.
واليوم نلقى الضوء على نتائج جهود السيد الرئيس فى مكافحة ومحاربة الإرهاب، وكيف أدت تلك الجهود إلى القضاء بشكل شبه كامل على جرائم الإرهاب والجريمة المنظمة.
لاشك أن اقتراب الدولة المصرية بشكل واضح من المواطن المصرى سوف يؤدى إلى تقليص الفجوة التى كانت تمثل إحدى أهم المنافذ التى تمكن منها أهل الشر والتنظيمات الإرهابية من التأثير على فكر وعلاقة هذا المواطن خاصة من العناصر الشبابية بالدولة، حيث نجحت إلى حد كبير فى إحداث نوع من فقدان الثقة، وبث الكراهية، ونشر الفتنة بين نفوسهم، واستغلال ذلك فى احتوائهم، وضمهم إلى تلك التنظيمات، نتيجة غياب دور الدولة الواضح فى تحقيق أى قدر من التنمية فى العديد من محافظات الجمهورية، وهو الأمر الذى أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة والجهل، بل وزرع بذور الحقد والكراهية على باقى أطياف المجتمع وفئاته المختلفة، وتسبب انسحاب الدولة فى انتشار وتمدد الجماعات الإرهابية وتفشى التطرف والتشدد والعنف.
لقد أثبتت استراتيجية السيد الرئيس خلال سنوات إدارته للبلاد حتى الآن صحة المقولة «إنه إذا تم الاهتمام بالبناء والنماء والإنسان تضاءلت فرص التطرف والإرهاب.. حيث يترتب على ذلك تحسن جودة الحياة، وتوفر فرص العمل والإنتاج واختفاء الفراغ، وترحيل كل مظاهر الفتن وبواعث التطرف والإرهاب وتضاؤل فرص جماعات الارهاب فى استغلال أى فجوة كانت موجودة فى السابق بين الدولة وأبنائها، حيث أصبح لا توجد مناطق للضعف أو ثغرات للنفاذ منها إلى وعى وعقل المواطن.
ولنأخذ جانبًا واحدًا نسوقه على سبيل المثال لا الحصر من جهود الدولة المصرية للارتقاء بأبنائها وهى "مبادرة حياة كريمة" التى أعلنها السيد الرئيس لتشمل جميع أرجاء الدولة المصرية، وجميع مناحى الحياة بها.. ونذهب إلى صعيدنا الغالى لنرى تلك الإنجازات العظيمة وغير المسبوقة، وهذه الملحمة الفريدة من أعمال البناء والتنمية التى يشارك فى تنفيذها أبناء الصعيد أنفسهم، لنرى أن هناك تأسيسًا جديدًا لعهد جديد يبشر ببزوغ فجر جديد هناك بعد عقود من التهميش والحرمان وما ترتب على ذلك من خروج العديد من القيادات الإرهابية التى نجحت فى استثمار هذا التجاهل واستعداد العقول لتقبل ما يسوقه أباطرة الإرهاب ورؤوس الفتنة الذين وجدوا ضالتهم فى عقول مؤهلة لذلك.. ومن هنا فقد انتشرت جرائم الإرهاب والثأر والعنف وتجارة السلاح وغيرها من تلك الجرائم المنظمة التى أعطت صورة ذهنية بأن الصعيد يمثل أحد منابع العنف والإرهاب.
لقد اتسمت استراتيجية معالجة السيد الرئيس لظاهرة الإرهاب بآليات وأفكار غير مسبوقة، حيث لم تعد المواجهة الامنية برغم أهميتها وقوة تأثيرها فى تقليص الأعمال الإرهابية كافية للقضاء عليها نهائيًا، بل كان من الضرورى أن تكون هناك عوامل مساعدة أخرى كان السيد الرئيس سباقًا فى القيام بها وتنفيذها على أرض الواقع، التى كان من أهمها معركة البناء والتنمية ونشر الرخاء والنماء والوعى وزرع الانتماء بين أبناء الصعيد، ثم إعلانه عن تلك المبادرة الخلاقة التى سوف تجعل صعيدنا، بل ووطننا الغالى فى مكان آخر تمامًا ضمن مصاف الدول المتحضرة التى تنعم بالرخاء والسلام والتنمية.
إن الحقائق والإنجازات التى يراها المواطن المصرى وهى تتحقق يوميًا على أرض الواقع سوف تجعله هو نفسه السلاح الذى سوف تتصدى به الدولة لمكافحة الإرهاب وجماعات الضلال وأهل الشر، حيث لن يسمح لهم بنشر الأكاذيب والافتراءات، وهو يرى هذه الإنجازات وتلك الحقائق على الأرض.. ومع ارتفاع مستوى التعليم والوعى وإتاحة الخدمات وفرص العمل سوف نجد تلقائيًا أنه لم يعد هناك وجود لأهل الشر وجماعات التطرف وهو ما يراهن عليه السيد الرئيس .. ولا شك أن تقدير أبناء الصعيد وجميع أبناء الوطن للجهود المخلصة التى يقوم بها سيادته سوف يقابلها تقدير وامتنان وتعزيز لمفاهيم الانتماء والولاء لوطن أصبح شغله الشاغل هو تحقيق أمن وأمان ورخاء وسلام وتنمية ورفاهية أبنائه من الكبار والشباب والأطفال للارتقاء بهم فى جميع مجالات حياتهم.. وتحيا مصر..