تقرير أممى: «الاحتباس الحرارى» أعاق أنشطة التنمية فى أقل البلدان نموًا
قالت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، في تقرير صادر لها، إنه لا شك أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد أعاقت وبشدة أنشطة التنمية في أقل البلدان نموًا خلال العقد الماضي، ولكن لا يمكن أن يعزى ذلك إلى اتخاذ الدول الشمالية والغربية تدابير مقصودة ومتعمدة، على الرغم من أنها تتحمل المسئولية الأكبر عن هذه الظاهرة.
وأضافت "الإسكوا" أنه على النقيض من ذلك، فإن السياسات الإنمائية التي تنفذها الدول قد تأثرت تأثرا مباشرا وواضحا بأعضاء المجتمع الدولي الذين تمثلهم في المقام الأول مؤسسات بريتون وودز المالية الدولية، وهي صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، وتتبع معظم جهات التمويل الثنائية خطى هاتين المؤسستين، بدلا من تطوير واستخدام رؤى واستراتيجيات بديلة.
نتيجة لذلك، وكما هو الحال في مناطق أخرى، وكما كان الحال عليه بالفعل في السابق، طغى على سياسات التنمية في أقل البلدان العربية نموًا نهج توافق آراء واشنطن للتكيف الهيكلي.
ويمكن تلخيص السمات الرئيسية لهذه السياسات على النحو التالي: اعتماد الميزانيات المتوازنة التي تتطلب إنفاقا أقل، خاصة على صعيد الخدمات الاجتماعية، وإلغاء القيود التنظيمية للأسواق من خلال إلغاء التعريفات الجمركية، وهو ما يسمح بواردات رخيصة ومنع حماية الصناعات المحلية الناشئة، بالإضافة إلى تعويم أسعار الصرف وخصخصة الكيانات الإنتاجية وقطاع الخدمات وخفض الدعم أو إلغاء وتقليص عدد مؤسسات الدولة للحد من البيروقراطية الحكومية.
وأدت هذه التدابير إلى زيادة تكاليف المعيشة للسكان، إذ خصصت العديد من الخدمات الأساسية (الصحة، التعليم، المياه، الطاقة)، وارتفعت تكلفتها بالنسبة للمستخدمين، لأنها لم تعد تمول من الضرائب، ما أدى إلى تقليص فرص العمل ورواتب الخدمة المدنية، ما أدى إلى تقليص فرص العمل في البلدان التي كان قطاعها الخاص ضعيفا وغير قادر على توفير فرص عمل للملايين من الأشخاص، سواء أكانوا يتمتعون بمستوى تعليمي جيد أم لا.
