صدور ترجمة جديدة لرواية «نزيلة قصر وايلدفيل» للكاتبة الإنجليزية آن برونتى
صدرت حديثاً عن دار الرافدين للنشر والتوزيع، النسخة العربية لرواية "نزيلة قصر وايلدفيل"، للكاتبة الروائية الإنجليزية آن برونتي، ومن ترجمة فاطمة نعيمي. وتعد رواية "نزيلة قصر وايلدفيل"، هي الرواية الثانية والأخيرة لكاتبتها آن برونتي. ونُشرت لأول مرة بالإنجليزية عام 1848، تحت الاسم المستعار أكتون بيل.
وفي تقديمها للرواية تشير مترجمتها فاطمة نعيمي إلي أن "نزيلة قصر وايلدفيل"، رواية تتسـم بالقـوة والواقعية، وقد تشعرك بالصدمة عندما تتذكر طبيعـة المجتمع في الفترة الزمنية التي تم إطلاقها فيها، فهي تتحدى الأعراف السائدة آنـذاك وهي تـتطـرق للقمع الذي تعانيه النساء ومفهـوم الخطيئة والدين بالإضافة للخيانة والتفكّك الأسري الذي ينتج عنها، كل ذلك عبر التصوير الواقعي لكفاح امرأة من أجل نيل استقلالها وحريتها من تلك الأغلال.
وتوضح "نعيمي" بتقديمها لهذه الرواية في أوائل القرن التاسع عشر اكتسبت آن برونتي مكانة خاصة في الأدب الانجليزي على الرغم من قلة أعمالها حيث تنبري في دفاع شرس عن حقوق النساء في مواجهة الإساءة النفسية من أزواجهن ومجتمعهن، وعلى الرغم من الهجوم القاسي الذي تلقّته هي والرواية إلا أنها أصبحت من أكثر الكتب مبيـعًا بل ومنافساً لرواية جين آير لشقيقتها الكبرى شارلوت برونتي، لكن بعد وفاة آن في عام 1849 وبعد سـنة من إصدار الرواية، منعـت شارلوت نفسها الناشرين من إعادة طبعها بعذر "أن الرواية كانت خطأ كاملاً" لأنه "لا يمكن تصور شيء أقل انسجامًا مع طبيعة الكاتبة"؛ بعبارة أخرى كانت تقول أن آن شابة محترمة من عائلة موقّرة ومن الظلم أن يحكم عليها الغـرباء لكتابـتها رواية مليئة بمشاهد الإساءة والسكر المزعجة. مـع ذلك، وعلى الرغـم من الهجوم الذي طالها وطال العمـل، اسـتمـرت الروايـة في الانتشار وترسـّخت كواحدة من كلاسـيكيات الأدب الإنجليزي وصنّفتها البي بي سي ضمن واحدة من مائة رواية شكّلت عالمنا الحالي.
ــ الترجمةِ العربية لكتاب "نيتشه.. سيرة فكرية"
كما طرحت دار الرافدين أيضا، بالتعاون مع دار تكوين، الترجمة العربية لكتاب "نيتشه.. سيرة فكرية"، من تأليف لو سالومي، وترجمة د. هناء خليف غني، تقديم ومراجعة عدنان فالح دخيل، والذي يذهب في مقدمته للكتاب إلي: هذا كتاب استثنائيّ بامتيازٍ، وعندما أقول استثنائيّ فأعني بذلك أنّه حدثٌ قدريّ لن يتكرّر إلا مرّةً واحدةً حَسْبُ؛ فهو، أوّلاّ، أوّل كتاب قارَبَ مشروع الفيلسوف الألمانيّ فريدريك نيتشه الفكريّ والفلسفيّ الذي طرحه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكونه "أوّل كتاب" فإنّ هذا لا يُضائل أبداً من قيمته ومكانته، فقد قال عنه كارل لوفيت، مثلاً، إنّه أبرَزَ الإشكالات الرئيسة في فلسفة نيتشه، حيثُ لم تظهر دراسةٌ أكثر منه ثراءً ونضجاً طوال السنوات الخمسين التي أعقبت صدوره سنة 1894.
كذلك قال عنه جورج براندس إنّه كتاب مثير للاهتمام حقّاً، إلا أنّ ذلك لا ينفي عنه تعرّضه لبعض الانتقادات التي لم تقلّل من شأنه ككتابٍ خطيرٍ، بل مضت إلى البحث عن الأهداف الخبيثة وراء تأليفه وتحديدها، فجاءت أهمّ تلك الانتقادات على لسان محرّر أرشيف نيتشه الفيلولوجيّ والموسيقيّ فريتز كوجل، الذي وصفه بأنّه كتاب يسعى إلى إثارة تفاصيل السيرة الذاتية من أجل إبطال فلسفة نيتشه عبر أحابيل "علم النفس الأنثويّ العصابيّ"، وهي التهمة نفسها التي ردّدها بعد ذلك الكثيرون، حتّى وُصف الكتاب بأنّه فعلُ انتقام أنثويّ من الرجل الذي اعتاد كراهية النساء وذمّهنّ والانتقاص من قدرهنّ كثيراً.