هل هناك تناقض بين الرضا والإصرار؟.. مصطفى حسني يجيب
ورد سؤال من أحد المتابعين للداعية الإسلامي الشهير مصطفى حسني، عبر البث المباشر الذي يجريه على صفحته الرسمية على "فيسبوك" من سائل يقول: لماذا يوجد تناقض بين الرضا والاصرار وبين الرضا والطموح، فالله أمرنا بالرضا وعلى النقيض أمرنا بعدم الاستسلام فكيف نوفق ما بينهم؟
من جانبه، أجاب حسني قائًلا:" الرضا هو حالة في القلب ليس لها علاقة بالسعى، فلها علاقة بتقبل المقسوم من الأقدار في كل وقت، وأما السعي والطموح فهي حالة مرتبطة بالعقل الذي يخطط، وينفذ، وهم يفرقون عن بعض.
وتابع: فالقلب الذي يعامل الله يرى الرزق والمدد الذي ينزل من عند الله في كل وقت، وهذا نحن نكون راضين به، وعقلك أيها السائل الذي يخطط لكيفية استثمار كل الفرص المتاحة ويعطى أمر للجسم أن يسعى لذلك قال الله تعالى:" وإن للإنسان إلا ما سعى وأنه سعيه سوف يرى ثم يجزيه الجزاء الأوفى".
وأوضح الداعية الإسلامي الشهير، أن الإنسان يخطط ويسعى وهو في حالة رضا، بما يقسمه الله له بعد سعيه، وفي حالة رضا تام، فيضع الخطط ويجاهد ويعافر من أجل حياة أفضل ويحصل على أعلى المكاسب ولكن مع الرضا بما قد يجنيه، فيرمى الثمار والجنى على الله، ولا يستعجل بل يكون راضي بما يمن الله عليه به.
وأشار إلى أن النبي عندما بدأ دعوته وجد متاعب كثيرة ومعوقات، ولكنه كان راضي بما قسمه الله، وبعدد الذين يدخلون في الدين الإسلامي كل يوم حتى لو فرد واحد، فكان يسعى في دعوته، ويبدأ خطوات كثيرة من أجل نشرها، ويجوب الجزيرة العربية، ويذهب إلى الناس في أماكنهم ويستحمل ما يقوله الناس والأفعال التي يؤذوه بها.
ونوه بأن الرضا هنا هو حال القلب ملازم لمراحل السعي، ومع كل سعى يرضى الإنسان، فالإنسان يسعى لتحسين الرزق فهو جزء في الأرض، كما يسعى الإنسان تجاه نفسه، فإن لنفسك عليك حق.
واستدل حسنى بما قاله الصحابي سفيان الثوري: "لأن أخلف عشرة آلاف درهم أحاسب عليها أحب إلى من أن أحتاج إلى الناس"، فكثف محاولات السعى مع الرضا بما يقسمه الله لك.