الروم الأرثوذكس بمصر يحتفلون بعيد الختان
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "عيد الختان".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان رسمي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بتذكار ختان الرب يسوع المسيح في الجسد في اليوم الثامن لمولده. كان للختان في العهد القديم محتوى لاهوتي عميق ومعنى جوهري، ولم يكن يتم لمجرد التطهير. وبهذا المعنى هو يختلف عن الختان عند الشعوب الأخرى كالمصريين. وهذه الشعوب عرفت الختان كالوثنيين وكهنة المصريين وشعوب أخرى، لكن اغلبهم لم يختتنوا لناموس الله بل لعادات غير عاقلة.
كلمة الله لإبراهيم التي بها تأسس الختان، تُظهر السبب الرئيس في العهد، وهذا الاتفاق يجب أن يثبت بالدم. نحن نرى في العهد الجديد حيث يثبت اتفاق الله مع البشر بدم المسيح. إذاً الختان بحد ذاته لم يكن عهداً بل علامة على العهد والاتفاق.
هذه الممارسة خدمت أيضاً لتذكر الإسرائيليين بأن عليهم أن يثابروا في تقوى أسلافهم فلا يأتوا إلى احتكاك غزلي مع الوثنيين والشعوب الأخرى.
بهذه الطريقة تلافوا الزيجات المشتركة وبالطبع تلافوا نتائجها أي التغرّب عن الإيمان المعلن.
ويخبرنا القديس أبيفانوس أن الختان اشتغل كختم على أجسادهم، مذكراً لهم وضابطاً إياهم ليبقوا على إيمان آبائهم. إذاً الإسرائيليون بعد ختانهم عليهم أن يبقوا في أمّتهم وعلى الإيمان بالإله الحقيقي.
في اليوم الثامن، يوم ختانة المسيح حسب أوامر الناموس، اخذ اسمه يسوع، الذي يعني "الله المخلص". ومن يقتبله يصبح ابنا له بالتبني.
واليوم الثامن بالنسبة لنا هو يوم الخليقة الجديدة. يوم الملكوت الذي حققه يسوع بقيامته. إن الخلاص تم على الصليب الذي بدأ ينكشف رويداً رويداً منذ اللحظة الأولى لسقوط الإنسان وبات دم المسيح هو العلامة التي تربطنا بالله. فلم نعد بحاجة الى دم الختان الذي كان في العهد القديم مع الله.
وبعد أن صار المسيح إنساناً اختبر ألماً عظيماً خلال طقس هذا الختان وكأن هذ الاختبار مقدمة للصليب نفسه، هذا هو حب الله لنا لا بل عشقه للإنسانية جمعاء.