قراءة فى كف 2022
كيف يكون شكل الحياة فى مصر خلال العام الذى بدأ بالأمس..؟ إن إجابة هذا السؤال ليست نوعًا من استقراء النجوم ولا قراءة فى أوراق «التاروت» أو فناجين القهوة.. لكنها سير وراء الخطوط حتى نهايتها ومحاولة لقراءة كف الدولة المصرية التى كثيرًا ما تفضل العمل أكثر من الكلام، وتفضل الحقائق على الأرض أكثر من التمهيد لهذه الحقائق، وتتبع سياسة «التنمية بالصدمة» و«الاحتياط من أهل الشر»، وتمزج بين أساليب إدارة المعارك بما يلزمها من حيطة وسرية، وبين إدارة مشاريع التنمية على جبهات مفتوحة ومتعددة.. خلال ٢٠٢٢ يوشك القطار أن يدخل محطة «سيدى جابر» وهى المحطة قبل النهائية فى الإسكندرية، وإن كان الفارق الزمنى بينهما ليس كبيرًا.. والمعنى أننا بنهاية ٢٠٢٢ نكون قد أوشكنا على الوصول لمرحلة جنى الثمار وإن لم نجنِ كل الثمار كاملة بعد.. فعلى مستوى زيادة مساحة المعمور المصرى من خلال مشاريع النقل الطموحة، يشهد هذا العام انتهاء المراحل الأولى من القطار الخفيف المحمول «المونوريل» و«القطار الكهربائى» وكلاهما يربط المدن الجديدة فى شرق القاهرة بالمدن الجديدة غربها مرورًا بأحياء مختلفة فى القاهرة نفسها، هذا الاستثمار فى النقل من شأنه أن يضاعف من قيمة الامتدادات العمرانية فى المدن الجديدة بما فيها العاصمة الإدارية نفسها، فضلًا عن مضاعفته قيمة الأراضى التى تمر عليها وسائل النقل والمحاور المختلفة، وفقًا للقاعدة التى تقول حيث يوجد طريق يوجد عمران.. وبالتالى فإن ٢٠٢٢ سيشهد مزيدًا من الحركة فى اتجاه إعادة التوزيع السكانى وتخفيف الضغط عن القاهرة وزيادة قيمة الأراضى والاستثمارات العقارية فى المدن الجديدة الممتدة شرق وغرب القاهرة.. فى ٢٠٢٢ أيضًا تنتقل الحكومة بكامل وزاراتها للعاصمة الإدارية الجديدة التى ينتظر أن تحمل اسمًا جديدًا، أطلقت الحكومة مسابقة للبحث عنه، وعن نفسى أساهم وأقول إن العاصمة الجديدة يجب أن تحمل اسم «المحروسة» لتقاطع الاسم مع فترة تاريخية شهدت محاولة نهضة مصرية فى عهد محمد على وأولاده، ولما يحمله الاسم من مضامين روحية وتاريخية محببة للمصريين، وفق التوقعات فسيتم الافتتاح الرسمى للعاصمة الإدارية فى هذا العام، ربما بعد الانتهاء من القطار الكهربائى السريع، وربما فى احتفالات ٣٠ يونيو، وبشكل عام فإن الانتهاء من العاصمة فى وقت قياسى، وتجاوز عقبات التمويل، ونجاح الطرح المنتظر فى بورصة الأوراق المالية، من شأنه أن يكون رسالة حول قدرة وكفاءة الدولة المصرية، فى ٢٠٢٢ يستمر العمل فى المرحلة قبل الوسطى من مشروع حياة كريمة الذى ينهى عامه الأول فى منتصف ٢٠٢٢ وينتقل لعامه الثانى، وهو ما يعنى أن مرحلة من مراحله الثلاث قد انتهت وأن آثارها ستظهر على الأرض واضحة للعيان، وهكذا يمكن القول إن مشاريع النقل والعمران ستواصل اكتمالها فى ٢٠٢٢، وإنها ستكون أقرب إلى مرحلة جنى الثمار، بينما يستمر العمل فى مشاريع الدلتا الجديدة، وتوشكى، وسيناء الوسطى، ضمن مخطط لإضافة ٢ مليون فدان للمساحة المزروعة، وإن كان من المتوقع أن يتم جنى الثمار فى ٢٠٢٣ و٢٠٢٤ وليس فى العام الحالى.. أستطيع أن أتنبأ وأقول إن عام ٢٠٢٢ سيكون عام التصنيع المصرى، حيث سيتم توجيه مزيد من الاهتمام للصناعة المصرية، سواء من خلال دعم الصناعات غير الرسمية ودمجها فى الاقتصاد الرسمى مع دعمها وتمويلها، أو من خلال الاهتمام بالصناعات والحرف التراثية والبيئية، أو من خلال المصانع العملاقة التى تؤسسها الدولة المصرية مثل مصانع الغزل والنسيج والبتروكيماويات التى تم إطلاقها خلال العامين الماضيين، والحقيقة أن الصناعة هى سدرة المنتهى بالنسبة لأى مشروع نهضة طموح، فمن أجلها نشق الطرق، ونطور الموانئ، ونبنى المدن الجديدة، ونطلق قطارًا يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض، ونغير التشريعات لتصبح أكثر مرونة، والحقيقة أن الصناعة هى أقصر الطرق للنهضة الاقتصادية، ولزيادة الناتج القومى، والصادرات، ولتغيير ذهنية الشعب، وعاداته، ونظرته للحياة وللعمل، وسيكون ٢٠٢٢ بإذن الله هو عام الصناعة المصرية.