في ذكرى ميلاده.. شقيقة إحسان عبد القدوس تروى قصة نشأته
روائي عظيم تحولت أغلب منتجاته الروائية إلى أعمال درامية وسينمائية وإذاعية، وأكثر من تناول قضايا المرأة في رواياته وكتبه، وانحاز لها ولحقوقها وأوجاعها.
«إحسان عبد القدوس».. ينحدر من عائلة فنية ثقافية عريقة، والدته فاطمة اليوسف، الفنانة التي تخرج من فرقتها المسرحية عشرات الفنانين والمطربين، وفي الوقت ذاته هي مؤسسة مجلة «روز اليوسف» العريقة، ووالده الفنان الكبير محمد عبد القدوس.
وفى الذكرى الثالثة بعد المئة على مولده، ترصد «الدستور» في السطور التالية أهم أعماله التى خلدت إسمه.
كاتب المرأة المتمرد
في كتابه "حكايات إحسان عبد القدوس"، يحكي نجله الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، عن أسرار والده وحكاياته العائلية، ومن بينها قوة شخصية والدته "فاطمة اليوسف"، والتي كانت بمثابة الأب في المنزل وليس والده محمد عبد القدوس: حدثتني عمتي "آمال طليمات" عن علاقة إحسان بوالدته روز اليوسف وهي التي كانت له بمثابة الأب، بينما قام والده علي الدوام بدور "ماما".
وعندما استفهمت منها قالت: المفروض أن الأب هو الذي يتولى التربية بينما تقوم الأم بالتدليل، لكن في حالة أبيه إحسان كان العكس، أمه كانت حازمة معه ومعي، لا تسكت على أي أخطاء، تريده أن يكون مسئولًا، عايزة تربي راجل، خاصة أنها كانت بعيدة عنه حيث كان يعيش مع عمته في العباسية، ولا يأتي إلينا إلا في نهاية الأسبوع.
"أنا حرة"
وعن تأثير حي العباسية في حياة وأدب إحسان عبد القدوس، تقول آمال طليمات: كان محمد عبد القدوس فنانا بحق وحقيقي، وانعكس ذلك على تربيته لابنه الوحيد إحسان، فهو الفارس والأمير والبطل والشجيع، وأراهن أن إحسان أخذ الخيال والشاعرية والمشاعر الرقيقة من أبيه محمد عبد القدوس، والذي كان لقبه في العائلة "جدو كندس"، وطبعًا كان بين الاتنين دلع ودلال، وكل طلبات الابن على العين والراس، والحمد لله إنه في حياة إحسان شدة من ناحية أخري وهي ناحية والدته، وهكذا كانت الأمور متوازنة بين التربية الصارمة و"المياصة".
وتابعت آمال: البيئة التي تربى فيها إحسان عبد القدوس جعلت منه إنسانا صعبا للغاية، إنسان محافظ جدا، والفكرة التي تكونت عند الناس عنه بأنه إنسان متحرر من رواياته خاطئة جدا، إحسان كان ملتزم جدا ويعرف تماما العيب، إنسان متربي بصحيح وظروفه مكنته من أن يضع يده علي عيوب مجتمعه، وظهر ذلك في قصصه. ولكن أقصد شيئا آخر من كلمة محافظ، يعني أنا مثلا أكثر تحررا منه رغم أنني أعرف العيب جيدا. فمثلا كان إحسان صعب جدا مع زوجته "لولا" فلم يكن يسمح لها أبدا بأن تخرج وحدها وتذهب بمفردها إلي أي حفل، ولو كان مسافرا فعليها أن ترفض كل الدعوات وممنوع الخروج.
ويؤكد نجله محمد عبد القدوس، أن هناك قصصًا كثيرة لإحسان عبد القدوس، واضح فيها تأثير بيئة حي العباسية وتقاليدها وعلي رأسها قصة "أنا حرة"، كما نجد في قصصه أيضا تأثير سيدي بشر وميامي، حيث كان يقضي الصيف بالإسكندرية، ويؤجر كابينة مع أصحابه تصلح أيضا للمبيت، فلم يكن لنا منزل هناك، وعندما كبرت أشترت أمي بيتا في الإسكندرية.
