ميسون صقر القاسمي تنعى جابر عصفور: «كان يقف دائما مع صالح العمل الثقافي»
أبى العام 2021 أن يغادر دون أن يفجع المشهد الثقافي المصري والعربي، في واحد من أبرز أعمدة التنوير، حفيد حاملي مشاعل التنوير المصرية، ألا وهو وزير الثقافة الأسبق، المفكر والناقد الدكتور جابر عصفور، والذي غادر عالمنا في الساعات الأولى من صباح أمس عن عمر ناهز الـ 77.
وقد نعته الكاتبة والشاعرة التشكيلية ميسون صقر القاسمي قائلة "لم يكن دكتور جابر صديقا عزيزا فحسب لكنه وبحكم عملنا معا ونقاشنا في سنوات أواخر التسعينيات إذ كنت أعمل بالمجمع الثقافي ودار في ذهني أن ننشىء قسما للنشر والترجمة، وتحدثت في أمر ذلك بعد نشر عدة كتب مع صديقي الغالي أستاذنا الفاضل الكاتب والمترجم شوقي جلال، وكان يعمل آنذاك في قسم آخر بالمجمع الثقافي أظن في قسم الوثائق الذي عملت به قبل انتقالي لإدارة قسم الثقافة، وكنت قد جمعت أوراق التعاقدات والطباعة والعقود والاتفاقيات من كل من المجلس الوطني بالكويت وقطر والأليسكو وعدة منظمات ودور أخرى معنية بالترجمة.
وتابعت: "بدأت بطباعة بعض الكتب مؤلفة ومطبوعة منها للدكتور أحمد مستجير وإدوار الخراط وترجمة رواية العطر وكتاب المنشق الذي ترجمه محمد علي اليوسفي والذي لم نطبعه في المجمع بل طبع في دار الآداب بالاتفاق مع المجمع الثقافي آنذاك وكتاب لمي زيادة قدمته الكاتبة غادة السمان والعديد من الكتب المؤلفة والمترجمة وقمنا بعمل اساس القسم من عقود واتفاقيات ونشر، ثم استشرنا الدكتور فؤاد زكريا الذي أضاف خبرته الواسعة.
وبعد فترة من الاستشارات طلبت من الدكتور جابر عصفور أن يكون مستشارا لهذا المشروع الذي كان بذرة نحلم بها في بداية عام ٩٣-٩٥ كان هذا القسم هو ما تطور بعد ذلك ليصبح مشروع كلمة الآن.
وكانت هذه بداية معرفتي وصداقتي مع دكتور جابر عصفور البداية التي تؤرخ الصداقة المبنية على العمل والمعرفة واستحسان الرأي والتعلم والمنافسة والثقة والجرأة.
ونختلف كثيرا في أمور أخرى لكنني رأيت الجانب العميق المعرفي والذكي في شخصه كنا نعمل بالساعات معا لمناقشة عقد اراه من جانب ويراه من جانب آخر هو والاستاذ الجليل شوقي جلال وأحسب لهما إصرارهما على الوقوف بجانب المترجم والكاتب ولصالح قيمة العمل الذي يقدم.
عندما تركت العمل بالمجمع ناداني لمكتبه بالقاهرة في المجلس الأعلى ليطلعني على فكرة المجلس الأعلى للترجمة وطلب مني مازحا -بالطبع - أن أعمل فيه فضحكت قائلة له إن أي مثقف مصري أحق وأقدر مني على ذلك وهنأته على المجلس.
عملنا أيضا معا وأنا بوزارة الإعلام والثقافة لكن العمل كان مختلفا ولمدة قصيرة إذ سرعان ما تركت العمل بعد مرض والدتي وسفري معها لأمريكا لمدة طويلة.
ورغم قلة تواصلي معه بعد ذلك وابتعادي معظم الوقت عن الاقتراب منه في فترة عمله بالوزارة وتركي العمل لكن يظل الدكتور جابر بالنسبة لي ولكثيرين من الذين آمنوا بجدوي الثقافة وحرية الفكر وقيمته وجدوى الاختلاف والمنافسة اسما من أسماء المفكرين الكبار وإن أخذته الوظيفة أحيانا من الناقد و المفكر.
وختمت "رحم الله الدكتور جابر عصفور وعزائي لأهله وزوجته وأصحابه وتلاميذه ومحبيه.