الفرقة المعممة.. كيف ظهرت فرقة أم كلثوم في بداية مشوارها؟
تمر اليوم ذكرى ميلاد سيدة الشرق أم كلثوم، ولا ينكر أحد التحولات الجذرية التي مرت بها الصبية الصغيرة بمركز السنبلاوين بالدقهلية، لتصبح أسطورة راسخة في الغناء، فكل تغيير في مضمون وشكل الصبية كان مدروسًا بعناية ولم يكن هناك أي مساحة للصدفة في وجود أب رسخ صورة غير اعتيادية عن ابنته لتحافظ عليها بعد رحيله.
في بداية العشرينات في أحد المسارح الصغيرة فى الزقازيق ظهرت أم كلثوم لتستعد للغناء وهي ترتدي عباءة صبي وعقالًا بيضاويًا بدويًا على رأسها، وقبل أن تبدأ الغناء اشترط والدها الشيخ الملتزم على صاحب المسرح أن يمتنع عن تقديم الخمور أثناء غناء ابنته، وبحسب نعمات فؤاد في مذكراتها عن أم كلثوم أن مدير المسرح قبل شرط الشيخ إبراهيم على مضض فى سبيل صوت أم كلثوم.
في مذكرات «أم كلثوم عصر من الفن» تذكر نعمات أحمد فؤاد أن أم كلثوم كانت قد تعرضت لحملة صحفية قاسية فى بداية عام 1926 شنتها مجلة روز اليوسف انتقدت فيها ملابسها وشكل فرقتها وطريقة لبسها وكتبت المجلة "لا ننكر صوت أم كلثوم ولا رنين طبقاته ولكنها لا تعتبر سوى مجرد مقلدة للتراث، فبالإضافة للصوت الجميل الشجى يوجد شيء اسمه الفن، وأم كلثوم تمضى فى طريقها معتمدة فقط على مقدرتها الفطرية والحقيقة أن هذا وحده لا يكفى وتساءلت المجلة أين تجديداتها؟ إنها منشدة دينية وهذا الأسلوب فى الغناء موجود منذ عشرات السنين".
كان مظهر أم كلثوم وقته، مثار نقد وسخرية حتى جرى تلقيب فرقتها بالفرقة المعممة، حتى قررت أم كلثوم تحديث شكل فرقتها حتى أصبحت مطربة عصرية مظهرا ومضمونا.
بداية دخولها السينما ساهم في تحديث شكلها ومشوارها لكن حتى هذا التحديث كان محسوبا بدقة، كانت ترتدي فساتين محتشمة وتظهر في مشاهد سينمائية كثيرا بضفائر طويلة كأنها لا تستطيع قطع الصلة الشكلية مع جذورها الريفية.
تعاونت أم كلثوم مع مصمم الأزياء "فوزي أندراوس" ليصبح المصمم الأساسي لكل فساتينها، ويراعي تحفظاتها والشكل الذي ترغب في الحفاظ عليه وكانت تفضل اللون الزيتى المائل للخضرة واللون البنى والنبيذى والأزرق تفضل أقمشة الدانتيل والاوردجانزا والجرسيه والحرير الطبيعى.