تحصين الأطفال يضع ضغوطا على صناع السياسات حول العالم مع تفشي أوميكرون
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه مع ظهور متحور "أوميكرون" من فيروس كوفيد-19، يتعرض صناع السياسات حول العالم لضغوط متزايدة بسبب قضية تحصين الأطفال ضد الفيروس.
وقالت الصحيفة إنه مع تزايد الإصابات جراء تفشي متحور أوميكرون في جميع أنحاء أوروبا، أثارت حملة تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عاما ضد كوفيد-19 انقساما في الرأي، ففي حين يرحب بعض الآباء بفرصة حماية صغارهم ، فإن آخرين غير مقتنعين بالفوائد التي تعود على صحة أطفالهم.
ووفقا للصحيفة، تظهر استطلاعات الرأي في المنطقة أن 70 بالمئة من الآباء في الدنمارك وإسبانيا يخططون لتحصين أطفالهم الصغار، ولكن تبلغ النسبة 40 بالمئة فقط في ألمانيا وإيطاليا وهولندا، كما أبدى أقل من ثلث الآباء الفرنسيين استعدادهم للقيام بذلك.
وحتى الآن، التطعيم ليس إلزاميا للأطفال ولم تطالب أي دولة بتحصين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما قبل المشاركة في أي نشاط.
واضافت أن الحكومات اتبعت نهجا مختلفا بشكل ملحوظ في تطعيم صغار السن، إذ يوصي بعضها، بما في ذلك حكومات الدنمارك وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، حصول جميع الأطفال على اللقاح، بينما تختار المملكة المتحدة تحصين الأطفال المعرضين للخطر فقط.
وقالت الصحيفة إن عدم وجود رسالة مشتركة يعني أن أوروبا قد تكافح لإقناع الآباء بتطعيم أطفالهم، مما يحرم المنطقة من أداة لمحاربة موجة كوفيد-19 الأخيرة.
ولكن السياسات الوطنية المختلفة تعكس الجدل سريع التطور بين العلماء حول ما إذا كان الأطفال يحصلون على ما يكفي من الفوائد الصحية الفردية من اللقاح لتفوق مخاطر الآثار الجانبية النادرة للغاية.
ويتردد بعض الخبراء، وخاصة في المملكة المتحدة، في ممارسة ضغوط من أجل تحصين الصغار لأن الأطفال يعانون من أعراض كوفيد-19 أكثر اعتدالا ويقل احتمال دخولهم إلى المستشفى، بينما يقول آخرون إنهم ما زالوا بحاجة إلى الحماية، خاصة عندما يكون انتشار الفيروس مرتفعا كما هو الآن.
وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى أن معادلة المخاطر مقابل المكاسب تعتمد أيضا على ما إذا كان صناع السياسات يأخذون في الاعتبار المكاسب التي تعود على المجتمع من انخفاض معدل انتقال العدوى، مثل إبقاء المدارس مفتوحة وحماية الفئات الضعيفة.
وحث بعض مسؤولي الصحة العامة الآباء على التحرك لأن بعض الأطفال يصابون بالفعل بحالات خطيرة من كوفيد-19، ويمكن لمتحور أوميكرون سريع الانتشار أن يصيب المزيد منهم، ففي الأسبوع الماضي، قالت ولاية نيويورك الأمريكية إن عدد حالات دخول الأطفال إلى المستشفيات ارتفع من 22 إلى 109 في غضون أسبوعين في مدينة نيويورك، حيث ينتشر أوميكرون، ودعت الآباء إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة" لتحصين أطفالهم.
وفي فرنسا ، التي بدأت بتحصين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما في 22 ديسمبر الجاري، قال وزير الصحة أوليفييه فيران إن الأطفال سيستفيدون على أساس فردي من اللقاح ، خاصة وأن البلاد تشهد ارتفاعا غير مسبوق في الإصابات.
وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية الأخرى تمضي قدما في تطعيم الأطفال، فقد قررت اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين في المملكة المتحدة أنه يجب فقط تطعيم الأكثر ضعفا طبيا، ووافقت فقط على جرعات ثانية لمن تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما أواخر الشهر الماضي بعد أن بدأ القلق يتصاعد إزاء متحور أوميكرون. وفي المقابل، بدأت فرنسا بتحصين هذه الفئات العمرية في يونيو وألمانيا في أغسطس.