أسبوع الصعيد
تشهد محافظات الصعيد هذه الأيام أحداثًا تاريخية غير مسبوقة، وذلك عندما قام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بافتتاح العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية والصحية فى ربوع محافظات الصعيد، حيث كتب سيادته شهادة ميلاد جديدة لصعيدنا الغالى الذى بدأ يشهد قفزات تنموية غير مسبوقة لتعويض ما مضى من سنوات التجاهل والتهميش.
لقد تناولت جميع وسائل الإعلام حجم الإنجازات وكم المشروعات التى تحققت مؤخراً فى الصعيد، ولكن من المهم أن ننقل لكم تلك المشاعر الفياضة التى اجتاحت جميع محافظات الجنوب، حيث ينظر أهلنا هناك إلى ما يحدث كأنه معجزة لم تتحقق على مدى سنوات بعيدة، حيث تم استثمار 1,1 تريليون جنيه فى مشروعات تنمية الصعيد خلال السنوات السبع الماضية، بالإضافة الى توفير 600 ألف فرصة عمل للشباب، وهو الأمر الذى أدى الى انخفاض معدل الفقر بنسبة 3,8% ومعدل البطالة بنسبة 6,5% فى الوقت الذى تراجعت فيه معدلات الأمية الى حد كبير.
كانت هناك توقعات بالفعل لإحداث تطوير بشكل أو بآخر فى جنوب البلاد، ولكن لم تصل أقصى توقعاتنا الى ما شاهدناه يوم الاربعاء الماضى، بل إن السيد الرئيس أشار الى أن هناك نظرة خاصة للصعيد وأن تلك الافتتاحات التى قام بها سيادته تأتى ضمن مجموعة أيام "أسبوع الصعيد"، حيث سيتم الاستمرار فى افتتاح عدد من المشروعات المهمة خلال الايام القادمة بعدما كان نصيبنا من التنمية أقل من باقى محافظات الجمهورية، حيث أكد سيادته أن تلك الإنجازات التنموية غير المسبوقة تعكس اهتمام الدولة بالصعيد لكى تكون جميع محافظات الدولة على نفس المستوى من التطوير والتحديث فى كافة القطاعات.
من الممكن أن نقول الآن إن الصعيد أصبح بالفعل جزءاً فاعلاً من الجمهورية الجديدة التى تتطلب فكرا جديدا وأسلوب حياة جديدا وتطويرا وتحديثا، وها هو الصعيد فى إطار تلك المنظومة التى ننشد جميعاً تحقيقها لنرتقى بوطننا العزيز فى كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة.
لقد دخلت جميع محافظات الصعيد المرحلة الأولى من مشروع الجمهورية الجديدة "حياة كريمة" وظهر ريف الصعيد على الخريطة التنموية، حيث وجدنا القرى تستكمل خدماتها الاساسية من حيث المياه النظيفة والصرف الصحى والكهرباء والمدن تحتضن المشروعات العملاقة والاستثمارية، وفرص العمل قائمة للشباب، والمسكن اللائق موجود ومتوفر للجميع، والمدارس والجامعات ثم تجهيزيها وإعدادها على أعلى مستوى ليتخرج منها من سوف يسهمون فى رفعة شأن الوطن على مدى العصور القادمة.
إن هناك رؤية رئاسية لإنشاء مدن عصرية جديدة للأجيال القادمة من أبناء الصعيد يراعى فيها أنها سوف تحقق نقلة حضارية يدخلها الصعيد بأقدام ثابتة.
منذ أن تولى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو لا يقبل كلمة "هنعمل"، بل يشترط أن نقول "عملنا وبنكمل".. إنه لا يقبل المشروعات على الورق بل يقبلها وهى ماثلة أمامه وأمام الشعب، فهو لا يضع حجرا للأساس بل يفتتح مشروعات ومدنا وخدمات.
وها هو يمد يد الخير الى أبناء وطنه فى صعيد مصر ليشهد طفرة وأملا جديدا لحياة كريمة نتوق جميعنا إليها منذ سنوات طويلة.
ويبقى لنا نحن أبناء الصعيد دور مكمل لما تقوم به الدولة من مجهودات جبارة لتخرج محافظات الصعيد من غيابات الجهل والتراجع والتهميش، فهناك العديد من الواجبات والالتزامات يجب أن نقوم بها لاستكمال منظومة التنمية والرقى، ولعل أهمها على الإطلاق المشكلة السكانية، وبمعنى آخر القنبلة السكانية، والتى لا بد لنا أن نتكاتف لمواجهتها خاصة ونحن مقبلون على أزمات اقتصادية سوف يعانى منها العالم أجمع وليس مصر وحدها.
لا بد لنا من برنامج قومى تشارك فيه جميع أجهزة الدولة ذات الصلة للتعامل فى تلك المشكلة فى أسرع وقت ممكن تزامناً مع قيام الجمهورية الجديدة التى يسعى السيد الرئيس ألا يكون بها جاهل أو مريض أو فقير، بل كوادر تنهض بالوطن وتسعى لتحقيق الرفعة والرقى له، استمراراً لمسيرة العطاء التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل شرف وأمانة وتجرد وعطاء.. وتحيا مصر.