من روائع الادب العالمى
«جئت من أجل الهاتف فقط».. قصة انعزال فتاة داخل مصحة نفسية يرويها «ماركيز»
«جئت من أجل الهاتف فقط»، واحدة من أجمل القصص التى كتبها الكاتب الكولومبي الكبير جابريل غارسيا ماركيز، ضمن مجموعته القصصية “قصيرة مهاجرة”.
وتختلف القصة عن باقى قصص المجموعة، حيث لم يسكن ماركيز بطلًا لها بل كان الراوي فقط، إلا أنها تتفق مع سابقتها ضمن المجموعة القصصية، حيث اختار الراوي إحدى مدن أوروبا وهي مدينة “برشلونة”.
ولعب ماركيز خلال القصة على عنصر المباغتة وأتقن كعادته الغوص فى الأبعاد النفسية لأشخاص العمل.
تفاصيل القصة
وتبدأ أحداث القصة بماريا الممثلة الشابة التى تركت سيارتها بعد أن تعطلت بسبب الأمطار الكثيفة وركضت تبحث عن هاتف لتخبر زوجها الذى يعمل فى سيرك أنها ستتأخر.
وبينما هى فى الطريق ترتعش تحت الأمطار الغزيرة، أشارت إلى سيارة فوقف السائق لينقذها من المطر وركبت معه، هنا يجعلنا “ماركيز” فى حالة من الترقب حين وجدت “ماريا” نسوة ينامون فى السيارة باستثناء واحدة تجلس بجوار السائق.
بعد وقت قصير نامت “ماريا” ولما استيقظت وجدت نفسها فى قصر قديم، والنسوة بدأن فى النزول لدخوله .. فسألت السائق:"هل يوجد هاتف هنا؟"، فقال: “نعم”.
ويتضح من خلال الأحداث أن هذا القصر القديم عبارة عن مصحة نفسية، تم احتجاز “ماريا” بداخله واعتبروا سؤالها عن الهاتف شىء من الجنون، فكلما قالت للطبيب جئت هنا من أجل الهاتف يعطيها أدوية مهدئة.
وظلت ماريا لأسابيع فى المصحة دون أن يعرف زوجها شيئًا عنها وفى الأخير تمكنت من إرسال رسالة إليه مع إحدى الممرضات.
المدهش فى الأمر أن زوجها صدق الأطباء وكذبها واعتبرها مجنونة ومن أجلها حضر إلى المصحة يقدم العاب السيرك إلا أنها رفضت مقابلته.
ويختم ماركيز قصته بنهاية حزينة حيث بقيت “ماريا” فى المصحة واقتنعت أن الحياة مع المجانين أفضل من الحياة مع الأصحاء في الخارج.
الهدف من القصة
أراد ماركيز أن يقول فى قصته أن العالم تحول إلى سيرك كبير فيه من الخداع ما يجلب الهم وأن ماريا كانت ضحية هذا الخداع لانها كانت صادقة لذا لم يصدقها الطبيب وتخلى عنها زوجها فاختارت أن تبقى وسط المحتلين عقليا بدلا من الكذب والخروج إلى عالم الزيف .