على جمعة: أتهمنا أهل الله الذين استمروا في الذكر بـ«الخرافة»
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية: «نسينا الذكر وتركناه، واتهمنا أهل الله الذين استمروا في الذكر وأقاموا عليه بأنهم أهل خرافة ووصمناهم بكل صفة، وحمّلنا الصفات وسمينا الأمور بغير أسمائها، واتهمنا التصوف وما فيه من أمرٍ بذكر الله والوصول إلى مرتبة الإحسان، ولم نُوجد شيئًا بديلاً عنه يوصلنا إلى ذلك الإحسان فنهينا عن الذكر وتركناه؛ فنهينا عن المعروف وأمرنا بالمنكر واختلط علينا الحابل بالنابل، والله سبحانه وتعالى لو لم يذكر في كتابه الكريم إلا في هذا الموضع أمرًا بالذكر «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» لكفى، فقد لخص لنا حقيقة الدين بل وحقيقة الإنسان فلخص لنا حياته ومماته ونشأته ومرجعه.
وتابع «جمعة»، عبر صفحته الرسمية: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ»، أرأيت أيها الإنسان أرأيت ربك يذكرك، أرأيت لو أنك ذكرته أنه يذكرك أنت .. أنت على معصيتك وضعفك وتعلقاتك الغريبة العجيبة بالعظمة دون اللحم، بهذه الدنيا وهي فانية وهي قليلة وهي تعيسة وفيها يختلط الحق بالباطل والألم باللذة، فما بالك بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ» برنامج حياة.
وأوضح: «من الأذكار الجامعة لمعاني التوحيد وتكثر على ألسنة الذاكرين قولهم: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وتعني أنه لا توجد قوة مؤثرة في هذا الكون، ومحركة لكل محرك، ومسكنة لكل ساكن إلا قوة الإله الحق سبحانه وتعالى، وكأن المسلم فيها يعلن قول لا إله إلا الله، ويعترف لربه أنه لا يحول بينه وبين كل ضار، ولا يمنع بينه وبين كل سوء إلا الله، ولا يقويه على كل خير، وعلى كل نفع إلا الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى برحمته يحول ويمنع بين الشرور والكوارث، وبرحمته سبحانه يقويه على كل نفع وكل خير ينفع به نفسه وأرضه والناس أجمعين».