بعد فوز «بنبان» بجائزة التميز الدولى.. «شمس» المحطات الكهربائية الجديدة تضىء الصعيد
طفرة غير مسبوقة حققتها وزارة الكهرباء، خلال السنوات الأخيرة، داخل محافظات الصعيد، فى إطار خطة الدولة للتحول الرقمي، والتحول إلى شبكة ذكية باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى تطوير وتحديث منظومة نقل الكهرباء، من خلال إطلاق عدد من المشروعات القومية الخاصة بقطاع الكهرباء.
وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم تنفيذ محطة إسنا الكهربائية، ومحطة بنبان الفائزة بجائزة البنك الدولي كأفضل مشروع على مستوى العالم، بعد مساهمتها في توفير فرص عمل غير مباشرة لأكثر من 10 آلاف شخص من مختلف محافظات مصر، وأيضًا تطوير مركزي التحكم الآلى بمناطق سمالوط بالمنيا، ونجع حمادي بقنا، بتكلفة مالية تجاوزت 3 مليارات جنيه.
وسلطت وزارة الكهرباء أيضًا الضوء على محطة كهرباء بني سويف، التي تم تدشينها من أجل تقوية الشبكة الكهربائية بمحافظات الصعيد، بقدرة 4800 ميجاوات، لتكون أول محطة لتوليد الكهرباء بمحافظات الصعيد، وتليها محطة البرلس بكفر الشيخ، ومحطة العاصمة الإدارية الجديدة.
- جنود محطة بنبان يتحدثون لـ "الدستور"
وفي أسوان، وبالأخص داخل المشروع القومي لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بمحطة "بنبان"، تواصلنا مع العاملين في المحطة، ليوضحوا لنا رحلة عملهم من الصفر للوصول إلى تنفيذ أهم مشروع كهربائي في مصر حاليًا، بعد حصوله مؤخرًا على جائزة التميز الدولي في دورتها الأولى لأفضل مشروع تطوير بنية تحتية.
- أول مهندسة كهربائية في المشروع: العمال لقبوني بـ"أسد الصحراء"
إسراء يوسف، 27 عاما، من قاطني محافظة قنا، وانتقلت للعيش بمحافظة أسوان لرغبتها في العمل على أرض الواقع داخل مشروع "بنبان"، كمهندسة اختبارات كهربائية، تحكي خلال حديثها مع "الدستور"، تجربتها في العمل بالمشروع التي بدأت منذ عام كامل، مشيرة إلى رفضها المستمر في التقديم على العمل بالمشروع منذ عام 2017، كونها فتاة تريد العمل في الموقع.
لم تيأس الفتاة من محاولات التقديم على مشروع "بنبان"، حتى تم قبولها بالفعل كخبيرة فنية مسئولة عن اختبار الكابلات الكهربائية في المحطة كأول مهندسة ميدانية تكون مشرفة على التوصيلات الكهربائية، والمتابعة مع وزارة الكهرباء، وهذا ما جعله العمال يلقبونها بـ"أسد الصحراء"، كونها فتاة جريئة لم تهاب العمل في الموقع أو درجات الحرارة المرتفعة.
تابعت إسراء، "مشروع بنبان أصبح معروفا على مستوى العالم ووفر الآلاف من فرص العمل لجميع الأعمار من جميع محافظات مصر، فلم يكتف بخبرات أو مؤهلات معينة ليضم عمالا ومهندسين وفنيين ومديرين من أقصى قبلي حتى أقصى بحري، كما أنعش السياحة للغاية داخل محافظة أسوان، فهناك العديد من الجنسيات المختلفة التي شاركت في العمل بالمشروع".
"هنبطل نتكلم عن البطالة أو ارتفاع الأسعار، الناس خلاص ارتاحت"، ذلك ما أشارت إليه "إسراء" عما وفره مشروع "بنبان" من خدمات عديدة لدى المواطنين، لتشمل المظهر الجمالي للمدينة أولًا، الذي يشجع على السياحة بشكل دائم عكس الحال في الماضي، بالإضافة إلى أن المدينة أصبحت شاغرة بالسيارات الحديثة والمشروعات الصغيرة المطورة.
- مشرف فني: "كنت ضمن ناس كتير مش لاقية شغل قبل إنشاء المشروع"
أما محمد حامد، 24 عاما، من أبناء محافظة أسوان، يروي لـ"الدستور"، رحلة عمله داخل مشروع "بنبان"، والتي بدأت منذ عام 2017، كمشرف فني على عاملي ومهندسي موقع المشروع، فهو كان أحد الأفراد المسئولين عن تقديم محاضرات إرشادية للموظفين، من حيث التعامل الجيد مع الكابلات الكهربائية وتركيب الشاشات الإلكترونية.
أضاف: "عملت على تدريب الموظفين بشأن الاستخدام الجيد لمستلزمات العمل مثل الخوذة والقفازات وباقي المستلزمات، وتدريب الأيدي العاملة الصغيرة أيضًا على كيفية التعامل الحريص وسط الصحراء مع الكابلات الكهربائية، واستطعنا الانتهاء من تنفيذ 3 مشاريع، حتى الآن، في فترة تتراوح من 6 لـ8 أشهر لكل مشروع".
"أسوان تغيرت كثيرًا بعد إنشاء هذا المشروع، فقد أصبحت بلدة يزورها العديد من الجنسيات المختلفة من جميع دول العالم" هذا ما يوصفه الشاب عن ازدهار السياحة داخل مدينة أسوان، بالإضافة إلى فرص العمل المختلفة التي وفرها لشباب وفتيات محافظات مصر، الذين هجروا أراضيهم وجاءوا إلى أسوان تحديدًا للعمل بمشروع "بنبان".