صانعو المستقبل.. عرب وأجانب شاركوا فى منتدى شباب العالم: «شعرنا بأننا فى بيتنا»
يعود منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة خلال الفترة من ١٠ لـ١٣ يناير المقبل، التى تعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد توقف عامين بسبب جائحة فيروس «كورونا المستجد».
ويشارك فى النسخة المنتظرة، التى تعقد فى مدينة شرم الشيخ، نحو نصف مليون شاب وشابة من ١٩٦ دولة من مختلف القارات، سجلوا على الموقع الرسمى للمنتدى خلال الأيام القليلة الماضية،
وتزخر النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم بأجندة دسمة تتضمن كل الملفات التى تشغل تفكير الشباب حول العالم، على رأسها البيئة والتغير المناخى، وعالم ما بعد فيروس «كورونا»، مع إتاحة فرصة للحديث عن هذه الملفات للشباب الممثلين لكل قارات العالم.
فى السطور التالية تحاور «الدستور» مجموعة من الشباب الأجانب الذين شاركوا فى النسخ السابقة للمنتدى، حول أهمية عودة الحدث بعد غياب، وتفاصيل تجاربهم فى النسخ السابقة.
فتيحة أبرار: فرصة عظيمة لكل طامح فى تطوير نفسه ودولته
وصفت فتيحة أبرار، شابة مغربية تبلغ من العمر ٢٤ عامًا، منتدى شباب العالم بأنه فرصة عظيمة لكل الشباب الطموح العازم على تطوير نفسه وبلده، لمساهمته فى تعارف الشباب مع شخصيات مهمة من مختلف أنحاء العالم، ومساعدتهم على المشاركة فى مجموعة من الأنشطة التى تسهم فى فهم وترسيخ بعض المفاهيم فى مجالات جديدة عليهم.
وتذكرت «أبرار» مشاركتها فى النسخة الثالثة من المنتدى فى ٢٠١٩، معتبرة أن «التفاعل مع أشخاص قادمين من ١٨٠ دولة، وأصحاب خلفيات وعرقيات مختلفة، حلم لا يحققه سوى هذا الحدث العالمى، الذى أعتبر نفسى محظوظة للمشاركة به».
وأضافت: «أتيحت لى الفرصة للقاء مصريين متحمسين وناضجين وملهمين، يعملون بجد لتنظيم حدث مع جمهور متنوع، وخلق منصة لتبادل الأفكار التى تساعد فى بناء عالم أفضل». وواصلت: «قابلت أشخاصًا بعقول عظيمة، وسمعت وجهات نظر مثيرة للاهتمام، واستمعت إلى محادثات عميقة غيرت الكثير من شخصيتى قبل السفر إلى مصر، وشعرت كأننى فى بيتى.. وبالتأكيد سأعود للمشاركة مرة أخرى».
واستكملت: «المنتدى كان شاملًا وغنيًا بالمعلومات، وتعامل مع كل قضية حرجة سائدة فى المجتمع، ووفر حلولًا مدروسة لكل الأزمات، فضلًا عن إتاحته تكوين صداقات مع شباب من مختلف العالم ستستمر مدى الحياة، علاوة على حفاوة ترحيب الشعب المصرى بكل ضيوفه». وأشادت بقاعات مركز المؤتمرات الدولى التى شهدت تنظيم النسخة الثالثة، على ضوء تصميمها من وحى الثقافة المصرية، عبر جدران ولوحات مصحوبة بزخارف من نبع هذه الحضارة العظيمة. وواصلت: «إلى جانب الزخارف الداخلية، فإن شرم الشيخ، مدينة السلام، هى واحدة من أهم المدن فى العالم، والتى تتميز بناس طيبين أهل كرم، وشواطئ خلابة نتذكرها دائمًا فى قلوبنا جميعًا»، متابعة: «الأيام السبعة التى أمضيتها فى هذا الجزء من العالم، حيث يبدو غروب الشمس وكأنه أبيات شعر، كانت بالفعل تخطف الأنفاس». وعبّرت عن امتنانها الكبير للرئيس عبدالفتاح السيسى لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة يُحتذى بها فى كل دول العالم، ومنصة يمكن لشباب العالم أن يعبّروا من خلالها عن أنفسهم بأفضل صورة.
كو أوم أونو: فتح أمامى أبواب النجاح فى بلدى
شددت كو أوم أونو، فتاة من اليابان، على استفادتها الكبيرة من المشاركة فى منتدى شباب العالم، مشيرة إلى إلقائها كلمة فى الحفل الختامى للنسخة الأولى من المنتدى فى ٢٠١٧ أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، ما فتح أمامها «الكثير من أبواب النجاح».
وأوضحت «أونو» أنه عقب مشاركتها فى المنتدى منحتها جامعتها فى اليابان فرصة لتقديم عرض حول المنتدى وفكرته، وشرح ذلك لأقرانها الشباب، كما حدث الشىء نفسه فى المكسيك عند زيارتها لها، حيث طلبت المنظمات والجامعات والمدارس الثانوية المكسيكية مشاركة هذه التجربة الرائعة معها.
وقالت الفتاة اليابانية إن المنتدى أصبح مُلهمًا لكل شباب العالم، وإنها على المستوى الشخصى استفادت من الموضوعات التى طرحها للمناقشة، على رأسها التنمية وحقوق الإنسان، فضلًا عن لقاء أشخاص ملهمين من كل الدول.
وأضافت: «مشاركتى فى هذا المنتدى أعتبرها درسًا تعلمت منه التمسك بالأمل لتحقيق حلمى، وأن هذا العالم يسوده الأشخاص الصالحون أكثر من السيئين، وأنه يجب علينا جميعًا أن نكافح معًا لجعل كوكبنا مكانًا أفضل».
وتذكرت أنها تناولت الطعام المصرى اللذيذ، وأصبحت تعشق مصر، مضيفة: «فقط هؤلاء الذين حضروا المؤتمر هم من يفهمون كيف أن حُب هذا البلد يتجاوز الإنسان، ويتجاوز أى شىء، وهو أكبر بكثير من أى محاولة كره لإخماد هذه المبادرة والعمل الصادق الجميل».
واختتمت: «قابلت الآلاف من الشباب المصريين المؤمنين بحلمهم والمخلصين لوطنهم»، موجهة التحية والتقدير للجنة المنظمة للمنتدى على ما تبذله من جهود.
عائشة أمين: عرّفنى على ثقافة «أم الدنيا» وكرم المصريين وودهم
وصفت عائشة أمين، باكستانية تملك إحدى الشركات، تجربتها مع منتدى شباب العالم بأنها واحدة من أفضل التجارب التى مرت بها على الإطلاق، لما له من حجم وقيمة.
وقالت «عائشة»: «لم أرَ أى منصة أخرى تجمع الشباب بأعداد ضخمة من مختلف الثقافات والبلدان، ولمناقشة مجموعة متنوعة من القضايا فى مختلف المجالات، مثل هذا المنتدى المصرى، إلى جانب مساعدته المواهب الشابة على اكتساب رؤى متعمقة فى مختلف المجالات».
وأضافت: «حدث مثل منتدى شباب العالم له أهمية كبيرة فى توفير مساحة للشباب للاطلاع على ثقافات بعضهم بشكل مباشر، كما يسمح بمزيد من التعاون عبر الحدود بين المنظمات والمبادرات التى يقودها الشباب».
وكشفت عن أنها «خلال المنتدى تفاعلت مع مئات الأشخاص من مصر وخارجها، بمن فى ذلك خبراء وصانعو سياسات ونشطاء وغيرهم، فى عدة مجالات، وليس فقط فى مجال عملى الذى يتركز حول العدالة بين الجنسين».
ووصفت المنتدى بأنه «مكتبة متحركة بالنسبة لى، لأنى تعلمت من الشباب بمختلف أفكارهم ورؤاهم، من خلال التواصل معهم بصورة مباشرة، وتكوين صداقات رائعة، واستكشاف شراكات محتملة للمستقبل».
واستكملت: «تعرفت من خلاله كذلك على ثقافة مصر، البيئة والناس والضيافة والطعام والموسيقى والتاريخ، ما غيّر تصورى عنها، وجعلنى أشعر بكرم المصريين وودهم، والأمان الذى تتسم به البلاد عكس ما يصوره الإعلام الغربى».
وشددت على أن المنتدى أصبح منصة دولية للشباب، لكونه يجمع العديد من الموهوبين فى مكان واحد لمدة أسبوع متواصل، ويسمح للمشاركين فيه بتبادل الأفكار حول القضايا المُلحّة فى العالم، خاصة أن من يحضرونه هم سياسيون وصانعو المستقبل وقادته.
نورهان المسارعى: يؤهل جيلًا قادرًا على إرساء الحوار العالمى
قالت نورهان المسارعى، إعلامية من فلسطين شاركت فى منتدى شباب العالم بنسختيه الأولى والثانية، إن هناك أهمية كبيرة لهذا الحدث، تتمثل فى تأهيل جيل جديد قادر على القيادة وإرساء الحوار العالمى المفقود فى المستقبل، على ضوء جمعه شباب العالم تحت مظلة واحدة، هى مظلة السلام على أرض السلام. وأضافت شارحة: «منتدى شباب العالم يعمل على تأهيل جيل جديد من قادة المستقبل، الذين يؤمنون بالحوار كسبيل وحيد لتسوية كل الخلافات فى عالم الغد، ويجمع شباب العالم تحت مظلة واحدة وهى مظلة السلام القائم على الحق والعدالة». ورأت أنه «على صعيد التجربة الشخصية، يشعر الشباب دومًا بأن المنتدى هو البيت الذى يكبرون به ويكبر بهم، البيت الذى يتعلمون منه ويكتسبون من خلاله الخبرات الجديدة ويتبادلون الأفكار الملهمة مع غيرهم من شباب العالم من مختلف الثقافات، ويمنحهم دافعًا أكثر للسعى نحو تطوير قدراتهم ومهاراتهم الفردية باستمرار، حتى يكونوا يومًا ما من الشباب الملهمين القادرين على التغيير فى العالم». واختتمت بأنها أحست بالفخر عندما شاهدت التنظيم المبهر للنسخ الثلاث السابقة من المنتدى، خاصة أنه كان بتخطيط وتنفيذ شباب مصرى واعٍ، وتحت إشراف قيادة حكيمة تدعم وتؤمن بقدرة الشباب على صناعة المستقبل.
أيوب ماحى: مدرسة علّمتنا القيادة وريادة الأعمال
قال أيوب ماحى، شاب مغربى يعيش فى بلجيكا، إن المنتدى مدرسة غير رسمية لشباب الغد، تعلمهم القيادة وريادة الأعمال، ويطلقون من خلالها أفكارهم بما يحقق التعاون العالمى المنشود.
وأضاف «ماحى»: «منذ إعلان برشلونة فى عام ١٩٩٥ لتعزيز علاقات الاتحاد الأوروبى مع البلدان المطلة على البحر المتوسط فى شمال إفريقيا وغرب آسيا، كان هناك إجماع على أن تمكين الشباب هو خطوة ضرورية لإحياء الشراكة الأوروبية المتوسطية، ومؤخرًا، أصبح تمكين الشباب فى قلب جدول الأعمال الجديد للبحر الأبيض المتوسط، الذى جرى إطلاقه فى عام ٢٠٢١».
وواصل: «مصر قررت توحيد الجهود لجعل الشباب العمود الفقرى لبناء المنطقة الأوروبية- المتوسطية والعالم، من خلال هذا المنتدى، الذى يؤكد أهمية الاستثمار فى أحد أكثر العوامل قيمة فى العالم هم الشباب، وضرورة اتباع نهج حقيقى تجاههم، كخطوة لا بد منها لترسيخ التعاون بين مختلف المناطق فى جميع أنحاء العالم». ورأى أن المنتدى يعكس حرص مصر على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستئناف الحوار العالمى، مقابل ما يعرف بـ«صدام الحضارات»، لافتًا إلى تمكنه من بناء صداقات حقيقية مع شباب من مختلف دول العالم عن طريق هذا الحدث الفريد.
واختتم بالإشارة إلى تنظيمه لقاءات مع الموهوبين من الشباب العربى والأوروبى، أثمرت عددًا كبيرًا من المشروعات، بعد مشاركته فى منتدى شباب العالم، وعودته إلى بلجيكا من جديد.