رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأرثوذكسية» تحتفل بذكرى حبل حنة أم مريم العذراء

البابا تواضروس
البابا تواضروس

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بذكرى حبل حنة أم السيدة مريم العذراء.
ويقع الكنيستين الارثوذكسية والكاثوليكية في حالة جدلية بسبب ذلك الحبل فيرى الكاثوليك أنه حُبل بالسيدة العذراء حبلا مقدسا مثل المسيح ويسمونه الحبل بلادنس بينما ترفض ذلك المعتقد الكنائس الارثوذكسية.
ويقول الباحث حلمي القمص يعقوب في كتاب "يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟"، إنه بادئ ذى بدء نقول أن هناك فارق بين الحبل بلا دنس والميلاد البتولي، فالمقصود بالحبل بلا دنس بحسب رأى الإخوة الكاثوليك هو ولادة مريم العذراء دون أن ترث الخطية الأصلية الجدَّية التي سقط فيها آدم وتوارثتها الأجيال. أما الحبل البتولي فالمقصود به ولادة يسوع المسيح بدون زرع بشر وبدون الخطية الجدَّية وهذا أمر لا خلاف فيه حتى مع غير المسيحيين.
وحكى الأب مكسيموس كابس قصة غريبة فقال "حدث أن الدينماركيين بدأوا يُعيِدون هذا العيد في الثامن من شهر ديسمبر وكان ذلك في الجيل (القرن) الثاني عشر، فاغتاظ ملك إنجلترا.. أرسل لهم أحد الكهنة لكي يرد عليهم (كي يوضح لهم خطأ عقيدة الحبل بلا دنس، سافر الكاهن ذاهبًا إلى الدينمارك فكاد القارب الذي كان يركبه أن يغرق فصرخ وقال "يا عذراء" فظهر له شيخ مهيب فقال أنى مُرسل من قبل التي أنت طلبت شفاعتها.. فهل تَعدْ بأنك تعيد (عيد الحبل بلا دنس) الذي أنت ذاهب لتلاشيه؟! فقال الكاهن في أي يوم تريده؟! فقال في الثامن من ديسمبر.. فوعدَّ بذلك وعندئذ هدأت العاصفة ورأى نفسه أنه بالقرب من الشاطئ الذي ركب منه أي شاطئ إنجلترا الذي تركه فنزل وحكى للملك ما حدث.. " وهنا السؤال : هل يمكن أن ننشئ عقيدة بناء على رواية شخص حتى ولو كانت هذه الرواية تتعارض مع الكتاب المقدس؟!
وظلت هذه العقيدة لقرون طويلة تتذبذب بين الرفض والقبول، فقد رفض القديس أغسطينوس هذا الرأي مما عطل قبول الآخرين له، فيقول الأب أوغسطين دوبره لاتور " هكذا لم يُسلم (القديس) أوغسطينوس أن مريم كانت بلا خطيئة منذ الحبل بها لأنها حُبل بها بعلاقة جسدية. لقد كانت عقيدة أوغسطينوس مدة طويلة عقبة في وجه علماء اللاهوت في الغرب (ومنهم القديس توما الاكويني) دون أن يسلّموا بالحبل بمريم بلا دنس " إذًا هذه العقيدة رفضها كثير من علماء اللاهوت في الغرب مثل بيرنرد كليروفوس الذي مات سنة 1153، وتوما الاكويني الذي مات سنة 1274 وغيرهما.