برافو ألمونيا
كان فيه زمان ماركة شاي اسمها شاي "الشيخ الشريب"، عليها صورة راجل شكله طيب كدا، يقال إنه الصورة دي لـ عم عرفة، اللي كان بـ يشتغل عند علوي الجزار، وعلوي كان بـ يتفاءل بيه.
مش متأكد من حكاية عم عرفة دي، بس علوي الجزار أكيد كان صاحب مصنع الشاي المذكور، ومش بس كدا، علوي كان مادد إيده في كل حاجة تقريبا، وخلال العقد الرابع من عمره، كان له في كل حتة في البلد حاجة بـ يكسب منها من المياه الغازية لـ حد السينما، ثم إنه تولى رئاسة نادي الزمالك.
حسن عباس زكي كان وزير الخزانة، في يوم لقى حسين لبيب أمين صندوق الزمالك جايب له طلب "طبعا غير حسين لبيب الموجود دلوقتي" ما هذا الطلب؟ الموافقة على تحويل 30 ألف دولار لـ أسبانيا، ليه يا عم؟ قال لك عشان نادي ريال مدريد ييجي يلعب ماتش مع الزمالك.
المبلغ دا وقتها ضخم جدا، خصوصا إنه عشان "ماتش كورة" في النهاية، وبين ناديين مش منتخبات، ثم ليه تلاتين ألف، دا منتخب البرازيل بـ جلالة قدره لما جه، خد نص المبلغ دا، فـ حتة نادي ياخد ضعف أبطال العالم؟
حسين لبيب وضح لـ حسن عباس زكي إنه حتة النادي دا، لما راح يزور البرازيل نفسها خد خمسين ألف دولار في ماتش، والماتش دا كان زي تتويج لـ رئيس الجمهورية الجديد في البرازيل، لـ إنه دا أقوى نادي في العالم، وبطل الأبطال، ودي ستيفانو وبوشكاش، وموضوع ضخم.
ثم إنه الماتش هـ يتلعب على ستاد القاهرة، اللي ممكن يساع 100 ألف متفرج، يعني الماتش هـ يجيب همه وزيادة، فـ الحكاية كسبانة مش خسرانة.
وافقت الحكومة على طلب نادي الزمالك، واتعرف إنه علوي الجزار هو اللي هـ يصرف على الموضوع، وبـ الطبع هـ يجني المكاسب. عموما كلها أيام ويتأمم زي باقي أصحاب الثروات ساعتها، والموضوع مالوش علاقة بـ إنه عبد الناصر شافه بـ يدخن سيجار والماتش شغال، فـ قال لهم: بـ يشرب سيجار؟ طب أمموه، زي ما هو منتشر، هو لو بـ يدخن كليوباترا مش سوبر كان اتأمم.
المهم، نتيجة ضخامة المبلغ المدفوع لـ ريال مدريد، المباراة خدت اهتمام إعلامي غير مسبوق، حتى بـ النسبة لـ ماتش البرازيل نفسه، واتسمت "مباراة" الجيل، والزيارة خدت حيز كبير من المجال العام.
من ساعة خروج النادي الملكي من مدريد، حتى وصوله القاهرة: مظاهرات في كل مطار من المصريين: مدريد، روما، أثينا، القاهرة.
كان وقتها حفل تتويج الفناجيلي بـ أحسن لاعب في مصر، وكان سنتها رفعت الفناجيلي، وبوشكاش حضر المناسبة، واداله هدية دهبية بسيطة، وكان فيه أجواء احتفالية أينما حلوا أو ارتحلوا، وراحوا الهرم وركبوا جمال وعملوا كل حاجة زي المعتاد.
الماتش نفسه انتهى أربعة واحد لـ الريال، وطبعا المهم الواحد قبل الأربعة، الهدف دا سجله لاعب اسمه محمد موسى، والجماهير سمته موسى مدريد، ثم إنها كانت مباراة العمر لـ ألدو حارس مرمى الزمالك، لـ إنه غير الأربع إجوان أنقذ على الأقل 6 فرص محققين، فضلا عن ست كور في العارضة والقائمين.
أيون، ست كور في العارضة والقائمين، ويوميها انتشر تعليق محمد لطيف: "برافو ألمونيا"، على أساس إنه خشبات المرمى اتطورت وبقت ألمونيا.
كان ماتش زي الحلم، أو حسب ما وصفته الأهرام: إنها أقصر مباراة شاهدها الجمهور.