«عم غريب».. أقدم بائع «كسكسي» والطبق بـ5 جنيه في بورسعيد
"ورثت المهنة من عمي الكبير" بهذه الكلمات بدأ عم غريب حديثه عن معاناة التي اشتهر بها ففي أحد شوارع مدينة بورسعيد، وتحديدًا في شارع الطرح البحر بنطاق حي الشرق، يقف عم غريب والشهير باسم أبو أحمد لبيع الكسكسي، والذي يقبل على تناوله الأهالي بشكل كبير خاصة خلال فصل الشتاء.
ورث عم غريب حافظ بدوي مهنة صناعة وبيع الكسكسي من عمه الكبير، وهو في عمر الـ 30 عامًا، وبدء في بيعها على عربة يد في المناطق الشعبية بحي الزهور والعرب والضواحي، وكان يستهدف المناطق الحرفية لبيع الكسكسي للعمال، بحثًا عن لقمة عيش من الحلال.
أصبحت بيع الكسكسي مهنة أبو أحمد قبل 14 عامًا، وظل يبحث بالعربة اليد عن رزقه وأبنائه في شوارع بورسعيد، وتمكن من خلال بيع الكسكسي أن يُعلم أبنائه الثلاثة تعليم جامعي، وأن يزوج اثنين منهما.
بلغ عم غريب من العمر أكثر من 50 عامًا، وقد رزقه الله بموتسيكل أقام عليه صندوق يبيع من خلاله الكسكسي، ويعمل في كل يوم أكثر من 12 ساعة في بيع الكسكسي للمواطنين، ويشهد إقبالاً كبيرًا نظرًا لإنخفاض سعره.
يبيع عم غريب عبوة الكسكسي الصغيرة بـ 5 والوسط بـ 10 والكبيرة بـ 15 جنيهًا، ويمكن حسب طلب الذبون أن يتم إضافة المكسرات والزبدة واللبن وجوز الهند، ويُقدم الكسكسي ساخن للزبائن، ومضاف اليه السكر المطحون.
أوضح أبو أحمد بائع الكسكسي بشوارع بورسعيد، أن تاريخ الأكلة يعود إلى دول المغرب والجزائر وتونس، ولكنهم يقدمونه حادق وليس حلو مثلما يتم تقديمه في مصر، وذلك لأنهم يعتبرونه بديلًا للأرز في الوجبات المختلفة، مشيرًا إلى أنه يقوم بتجهيزه من الدقيق والمياة بمقادير مناسبة ويتم تسويته على البخار.
واستطرد، أحب عملي وأبذل كل جهدي من أجله والحمد لله يكفي حاجتي وأبنائي، وأصبح لدي ذبائن كثيرة، حتي أنهم يأخذون رقم هاتفي، لمعرفة الأماكن التي أتواجد بها، وذلك لحرصهم على تناول الكسكسي الذي أقوم بتجهيزه بعناية من أجل إرضائهم.
ووجه عم غريب رسالة للشباب بحب العمل والإخلاص فيما يعملون به من مهن أو حرف أو وظائف، مؤكدًا أن ذلك هو الطريق للنجاح، وأن الله يرزق المخلصين على قدر إخلاصهم، مؤكدًا أن هذا أهم ما تعلمه من رحلة عمرها عشرات السنوات عمل خلالها بائعًا متجولًا.