أوديسا الروسى
موسم 1972-1973، جولة لـ نادي سوفييتي في المنطقة، اسمه أوديسا. خلاص، إحنا وقتها كنا اتعودنا على الجولات دي، وكل شوية فيه نادي جي يزور مصر، أو يزور المنطقة، وهـ نلعب قصاده ماتش أو عدة ماتشات، مع نادي/ أندية/ منتخب، والدنيا ماشية.
أوديسا دا كان جه سنة 1966، قابل منتخب الأهلي والزمالك، وفاز علينا 3/1، وكان الأداء بتاعنا سيئ جدا، ثم إنه لما جه في الموسم المذكور بدايات السبعينيات، كان مقرر يلعب عدة ماتشات، مع الزمالك أولا، الإسماعيلي ثانيا، الأهلي ثالثا.
الماتش التالت دا فيه خلاف، هل كان الأهلي ولا منتخب الأهلي والترسانة، ما أعرفش مشيت الأمور إزاي رسميا، لكن على أرض الواقع كان منتخب الأهلي والترسانة مش الأهلي بس، لـ ذلك مش بـ اتفق مع اللي بـ يقولوا إنه حسن الشاذلي قاد هجوم الأهلي في تلك المباراة، هو كان أهلي وترسانة.
طيب، أوديسا كسب الزمالك، كسب الإسماعيلي، وهـ يلعب الماتش التالت دا، مين هـ يبقى خط الهجوم؟ أكيد يعني مش محتاجة كلام، الشاذلي ومصطفى رياض، ريا وسكينة الكرة المصرية، اللي كانوا بـ يسجلوا أهداف بـ التليفون، ومن غير تليفون كمان، أنا ما أعرفش الشاذلي كان بـ يعمل إيه في حياته، غير إنه بـ يجيب إجوان.
الأهلي وقتها كان عنده مهاجمين، ممدوح عبد الحي وعادل الجمال، ولاعبين ينفعوا مهاجمين، بس في وجود الشاذلي ومصطفى رياض، انسى! مفيش مدير فني عاقل، أو حتى مجنون، هـ يلعّب حد عليهم، لـ ذلك تقريبا محدش منهم جه المباراة، أو يمكن جم مش متأكد، بس أكيد مش هـ يلعبوا، ويقال كمان كان فيه إصابات، لكن على أي حال، محدش منهم هـ يلمسها.
قبل الماتش بـ ساعتين مثلا، حصل ظرف لـ مصطفى رياض، ما قدرتش أعرف ملابساته على وجه التحديد، أو يمكن زعل من حاجة، المهم، مفيش مصطفى رياض في الماتش، طيب مين هـ يلعب مكانه؟ حد اقترح اقتراح بدا غريبا وقتها، وهو إنه فيه ولد صغير، كان لعب ماتش ولا حاجة، اسمه محمود، ممكن ندي له الفرصة النهاردا! والاقتراح لقي قبولا، شوفوا لنا يا جماعة فين محمود؟
كان محمود (الخطيب طبعا) قاعد في المدرجات يشوف الماتش من هناك، حيث لا أمل له في إنه يشارك، لا كان يخطر في باله، ولا بال حد، جابوه من المدرجات، تعالى سخن عشان تلعب مع حسن الشاذلي.
الواقع أنا لو مكانه كنت هـ أعمل نفسي مصاب مثلا، أو أتحجج بـ أي حجة، لكنه هو محمود الخطيب، اللي هو مش بس مهارات، لكن مهارات ومخ، وثقة، وجسارة، الواحد لما يكون عارف مقدار ما يمتلكه، وعارفه بـ الظبط من غير تقليل ولا مبالغة، بـ يبقى إمكانية نجاحه لا حدود لها، ودا اللي حصل.
3/1 لـ منتخب الأهلي والترسانة، ودا كان فوز عريض، لكن الأهم هو إنه الخطيب في هذا الماتش سجل هدفين، أحدهما (حسب الوصف) كان إعجازيا، والتاني بـ صدره في حسن توقع نادر، من كورة شاطها الشاذلي من نص الملعب، جات في العارضة وردت.
بس يا سيدي، ومن ساعتها!