سيدة البلكونة!
الحرية الشخصية للأفراد حق مكفول ومصون بحكم الدستور والقانون، واحترام خصوصية الآخرين واجب شرعي وأخلاقي أكدته دارالإفتاء المصرية وفق ما نشرته قبل عام مضي أو يزيد ...
ما حدث في موضوع السيدة "الأجنبية" التي خرجت لبلكونة "شقتها" بعد أن تخففت من بعض أو جل ملابسها كان خطأ ساهم الجميع فيه سواء بقصد أوعن غير قصد، ولن أدخل في ملابساته الآن حرصاً علي وقتكم ووقتي!
يكفي فقط أن أقول إنه إذا كانت السيدة قد أخطأت "وهي بالفعل أخطأت" فإن من قام بتصويرها قد أجرم .
ولن أتحدث أيضاً عن المواد رقم ٩٩و٣٠٩ وغيرهما من مواد الدستور والقانون مع الاحترام الكامل لكليهما، فلست من أهل القانون حتي يتسني لي الحديث عنه، وسأكتفي فقط بتذكيرالبعض بأن للجار حرمة ينبغي لها أن تصان، وللبلد سمعة لابد لها أن تحفظ، وللإنسان خصوصية يجب ألا تنتهك، مهما اختلف دينه أو جنسه أو عرقه!
لقد أخطأت السيدة في أنها لم تحترم أو تلتزم، أوربما لم تطلع علي عادات وتقاليد البلد الذي انتوت أن تحل ضيفة علي أهله، وكان باستطاعتها فعل ذلك بمنتهي السهولة، عملاً بالمثل القائل، عندما تكون في روما افعل كما يفعل الرومان!
أخطأ الجيران في التسرع إلي إبلاغ الشرطة عنها قبل أن يحذروها، أو يوجهوها إلي عدم لياقة ما تفعله واستياءهم الشديد منه، سواء بالتنبيه المباشر، أو من خلال توسيط الجارات المقيمات معها بنفس البناية، ومن ثم يكون الإبلاغ في حال عدم اكتراثها بشكواهم!
أخطأت المواقع أيضاً في التسابق إلي سرعة النشر، والتباري في اختيار العناوين المثيرة، دون الالتفات إلي ما يمكن أن يحدثه ذلك من تناقل واسع، وانتشار سريع لخبر إلقاء القبض علي "سائحة أجنبية" واقتيادها إلي قسم الشرطة وما له من أثر علي سمعة السياحة في بلدي، وهو ما حدث بالفعل!
لقد تحولت الواقعة فجأة إلي حدث تتناقله الوكالات، وتذيعه الإذاعات، وتناقشه الفضائيات،، الأمر الذي يدفعني مباشرة لأقول إن قلبي يحدثني بأن لأذناب جماعة الأشرار يدا في كل ما حدث ويحدث، لقد بدأت السياحة في الانتعاش، وباتت الأعداد في ازدياد، بعد أن نجحت مصر في إبهارالعالم كله، بما قدمته خلال افتتاحها لطريق الكباش ومن قبله موكب المومياوات، نجاح لم يكن مريحا بالطبع لدهاقنة الإخوان القابعين بالخارج!
حفظ الله مصر وأعز أهلها وحفظ قائدها وزعيمها.