مأساة نجع حمادى بقنا.. القصة الكاملة لمقتل شهيد «لقمة العيش»
واجهت نجع حمادي منذ أمس أصداء جريمة بشعة اهتز لها الشارع، مراهق في الثالثة عشرة من عمره فقد حياته فداءً لـ«لقمة العيش»، عندما حاول المجرم سرقة أموال الضحية المتمثلة في إيراد يومه من بيع الخضروات.
الجريمة كانت تجسيدا آخر لقدرة الإدمان والمخدرات على التدمير، المتهم هذه المرة ارتكب جريمتين في نفس اليوم، وتأتي ترتيبات الأقدار بتفاصيل مثيرة حول ارتباط الجريمتين، حيث إن قاتل المراهق "عبدالله" شهيد لقمة العيش، هو نفسه الشخص الذي سرق إيراد أخته الصغرى في صباح ذات اليوم بسوق الرحمانية.
تحكي الشقيقة الصغرى التفاصيل، وكيف أن المتهم توجه إليها أثناء افتراشها الأرض في سوق قرية الرحمانية قبلي، وأقنعها بأنه يريد شراء كل ما لديها وأعطاها الأموال، ليباغتها بسكين حتى تعطيه متحصلات يومها كله، كما سرق من أذنيها «حلق صيني».
هرب المتهم بعد واقعة السرقة الأولى هذا اليوم، ولم يكن يعرف أنه على موعد مع جريمة أخرى أكثر بشاعة، ولسوء الحظ يرتكبها في حق نفس العائلة، ليقوده الإدمان إلى الإقدام على إنهاء حياة مراهق بغرض سرقة ما يملكه، الذي لا يتجاوز الـ300 جنيه.
وعلى الرغم من كونه لم يكمل منتصف عقده الثاني، إلا أنه قاوم سرقة قوت يومه، الذي جمعه من بيع الخضرة والجرجير، ليساعد أسرته، حين خرج عليه المتهم أثناء عودته إلي منزله محاولًا سرقة تحصيله اليومي من المال، ليلقى مصرعه ذبحًا وتلقى جثته في أحد الشوارع القريبة من قرية المصالحة بمركز نجع حمادي.
يمكنك أن تشاهد هذا المشهد كاملًا في أعين «أم عبدالله»، التي كادت أن تفقد طفلين في يوم واحد، عدم قدرتها على الكلام ودموعها المستمرة رسمت صورة حزينة أخرى ترسخ في الأذهان خطورة الإدمان ووجوب محاربة المخدرات بكل ما نملك من قوة وإرادة.
يذكر أن قوات الأمن بذلت مجهودات مكثفة لسرعة معرفة وتحديد تفاصيل الجريمة، قبل القبض على المتهم وبدء التحقيقات للوقوف على ملابسات الواقعة، حيث أكد أهل الضحية على سرعة الاستجابة والتنفيذ من جانب الأمن.