عقب إعلان قداسة راهبين كبوشيين.. الكنيسة الكاثوليكية: نطلب صلاتهما عن الشرق الأوسط
قال مركز الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، إنه تم عقد مؤتمرا صحفيًا عقد الكنيسة الكاثوليكية إعلان تطويب الأب الشهيد ليونار عويس ملكي الكبّوشي، والأب الشهيد توما صالح الكبّوشي.
وقال المطران انطوان نبيل العنداري، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في المؤتمر، إنه " قَالَ لَنَا البابا القدّيس يوحنا بُولُس الثَاني، في الإِرشَادِ الرَسولي "رَجاء جَديد لِلُبنان "، " لا يُمكِنُنَا أَن نَنسى أَنَّ لُبنَانَ مَهدُ ثَقافَةٍ عَريقَة وَإِحدى مَنارات البَحرِ الأَبيَضِ المُتَوَسِّط، دَعوَتُه أَن يَكونَ نُوراً لِشُعوبِ المِنطَقَة وَعَلامَةً لِلسَلامِ الاتي مِنَ الله "، و أَجَل إِنَّ أَرضَ لُبنانَ هِيَ أَرضُ قَداسَة، الجَبَلُ السَعيد وَوَطَنُ القِدّيسين بِالرُغمِ مِنَ العَواصِفِ وَالمَخاطِر المَحدِقَة بِه مِن شَر بِل ونعمةَ الله ورَفقَا، والأَخ اسطفان، وَأَبونا يَعقوب، إلى المُكَرَّمَين البَطريرك الدويهي وَالحوَيك، وُصولاً إلى لِيونار مِلكي وَتُوما صالِح، شَجَرَةُ القَداسَةِ تَنمو، هكذا شَبَّهَ صَاحِبُ المَزامير سِلسِلَةَ المَكَرَّمينَ وَالطوباويين وَالقِدّيسين بَقَولِه، " الصِدّيقُ كَالنَخلِ يُزهِرُ وَيَسمُو، وَمِثلَ أَرزِ لُبنانَ يَنمُو ".
- الأبوان الكبوشيّان نذرا أن يعيشا حياتهما حسب قانون الرهبانية الفرنسيسية
من جانبه قال المطران سيزار اسايان، النائب الرسولي في لبنان: " الأبوان الكبوشيّان ليونار عويس ملكي وتوما صالح هما من أبناء القدّيس فرنسيس الأسيزي وكما الطوباوي أبونا يعقوب الكبّوشي، نذرا أن يعيشا حياتهما حسب قانون الرهبانية الفرنسيسية أي أن يحفظا الإنجيل المقدس بالطاعة ودون أي شيء خاص والعفة. توج كل منهما حياته ودعوته الفرنسيسية بالاستشهاد وكان ذلك منذ قرن تقريبّا. يلتحق الطوباويان الجديدان بالمجموعة التي لا تحصى من الشبّان القديسين والشابّات القدّيسّات الّذين وهبوا حياتهم من أجل المسيح والأخرين دون تردد. استشهد الأب ليونار عويس ملكي وكان في الثالث والثلاثين من عمره وأمّا الأب توما صالح كان في السابع والثلاثين من عمره.
وقال "لنطلب صلاة هذين القديسين الجديدين الذين نعلن تطويبهما كشعلة رجاء في بلدنا لبنان وفي منطقة يزعزعها عدم الاستقرار والخوف من الغد. عسى أن يمدّ الله بشفاعتهما، لبنان والمشرق بالسّلام والرجاء حتى يستمرّ في نقل البشارة والشهادة للمسيح القائم من بين الأموات. هنيئًا للبنان وللرهبنة الكبّوشية ولكلّ مسيحيي في الشرق والعالم!
واضاف: "ليس بالصدفة ان تعلن الكنيسة تطويبهما في هذا الوقت الذي يمرّ فيه لبنان واللبنانيين بأصعب المحن. إنّها مناسبة لنستقي منهما كيفية عيش هذه الأزمة بالعودة الى ركائز حياتنا المسيحية والتزامنا بالإنجيل وتعاليم سيّدنا المسيح، سأكتفي اليوم بنقطتين.
1. بذل الذات في الرسالة: عُيّن الأبوان توما وليونار في رسالة ما بين النهرين سنة 1906. فتركا أهلهما وأصدقائهما وبلدتهما بعبدات ليذهبا حيث ما أراد الرب والكنيسة حسب دعوتهما الرهبانيّة، نحن بأمسّ الحاجة اليوم أن نكتشف من جديد هُويتنا المسيحية ومعنى عمادنا. فالخلاص يأتي من أمانتنا لكلمة الله والتزامنا بالطاعة لتعاليم الكنيسة، إنّنا نعتقد خطأ أن المال والثروة يشكّلان باب خلاصنا، يذكّرنا الطوباويّان بأولوية البحث وطلب ملكوت الله، فباقي الأشياء تزاد لنا لأن الرب لم ولن يترك أبنائه.
2. بذل الذات في سبيل الآخرين، اليوم وأكثر من قبل يدعونا الطوباويان اللّذان بذلا حياتهما من أجل اناس لا ينتمون إليهم بأي صلة إلاّ بالإنسانيّة، أن نعيش الأخوة مع بعضنا البعض دون تفرقة أو تمييز، على سبيل المثال، كان بإمكان الأب ليونار أن يغادر مدينة ماردين (تركيا) حيث الاضطهادات لكنّه قرّر أن يبقى مع كاهن كبير السن سُجن، عُذّب ولكنّه كان حاضرًا لمساعدة السجناء الآخرين وسماع اعترافاتهم وخدمتهم.
أمّا عن الأب توما، فكان في زيارة كاهن أرمني في سجن آخر فرآه مريضًا جدًا، فطلب من المسيح القربان أن يأخذ آلام الكاهن الأرمني عنه ويمنحه إياها، ربّما نظنّ اليوم أن خلاصنا يأتي من إبعاد الآخرين والاهتمام فقط بأمورنا الشخصية او الداخليّة، أو من يظنّ أن يخلّص نفسه على حساب الآخرين وذلك بشتّى الطرق المسموحة وغير المسموحة ولكنّها تبقى كلّها غير مقبولة عند الربّ.