«الإيسيسكو»: العالم يعاني من التوزيع المتساوي للمواهب بين الأغنياء والفقراء
أكدت استفانيا جانيني، مساعد المدير العام لشؤون التعليم في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، إن الاهتمام بالتعليم والثقافة والعلوم يعطي فرص كبيرة لإظهار المواهب اللازمة لتحقيق التنمية المطلوبة.
وقالت جانيني، خلال مشاركتها في جلسة حوارية بعنوان “تحديات وظائف المستقبل من منظور عالمي” بالمنتدى العالمي للتعليم العالي، والمقام بالعاصمة الإدراية، إن العالم يعاني الآن من مشكلة كبيرة وهي التوزيع المتساوي للمواهب بين الأغنياء والفقراء، منبهة إلى أن تلك المشكلة نتج عنها عدم توافر الفرص لبعض الشرائح لاكتشاف هذه المواهب الأمر الذي يؤدي بالتأكيد لإهدار الكثير منها مما يعطل من فرص تحقيق مستويات عالية من التنمية.
وأكدت ضرورة وضع دراسة جيدة لجعل التعليم العالي في متناول الجميع خاصة وأن الأزمات التي تعرض لها العالم مؤخرا وعلى رأسها انتشار فيروس كورونا عطل فئات كثيرة عن تلقي التعليم بشكل كبير.
وأثنت جانيني على استضافة مصر للمنتدى، مؤكدة أن التعليم والثقافة هما نقطة البداية من أجل أن يكون هناك مواهب.
ومن جهتها، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، أن قضية تحديات سوق العمل مع التطورات التكنولوجية وبعد جائحة كورونا أصبحت من أهم القضايا التنموية التي يتم مناقشتها على مستوى العالم ، وأيضا على المستوى المحلي.
وأضافت أن التطورات التكنولوجية المتسارعة ودرجة انتشارها أثرت بشكل كبير جدا على عملية الإنتاج وبالتالي على هيكل سوق العمل نفسه وعلى التخصصات المطلوبة في سوق العمل، مشيرة إلى أن ذلك يختلف من دولة لدولة طبقا لدرجة انتشار التكنولوجيا وتأثيرها على القطاعات المختلفة، كما يختلف طبقا للهيكل العمري للسكان وأيضا بمزيج المهارات التي توفرها الدول للسكان.
وأكدت أن وظائف المستقبل أصبحت تتطلب مهارات مختلفة كعلوم البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، وعلى مهارات أخرى سلوكية خاصة بالقيادة، وخاصة بالتحليل النقدي، وكل هذه المهارات أصبحت مطلوبة لوظائف المستقبل.
ونبهت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى أن القضية الأساسية هي كيفية تقليل الفجوة بين سوق العمل الموجود الذي أصبح متطورا وديناميكيا وأثرت عليه التكنولوجيا بشكل كبير جدا وبين العرض للعمل (الخريجون) والوظائف التي تظهر كل عام، لأنه إذا لم يحدث تطور في المهارات ستكون هناك فجوة كبيرة بين العرض وبين الطلب على سوق العمل.
وقالت إن أهم نقاط القوة في الاقتصاد المصري هي ما يطلق عليه الميزة الديموغرافية، حيث يوجد الشباب بين 15 الى 29 سنة وهم يشكلون نسبة 35 % من حجم السكان.
وأضافت أن هناك زيادة في الاستثمارات بنسبة 100 % سنويا في الجامعات على مستوى الدولة لتوفير أماكن للأجيال القادمة في الجامعات.
وأشارت الى أن وزارة التعليم العالي عملت على شراكة كبيرة جدا مع عدد كبير من أفضل المؤسسات التعليمية الدولية ، كما تم الاستثمار في البنية المعلوماتية في الجامعات المصرية لتطوير المنظومة التعليمية.
ولفتت إلى أن الدولة المصرية اهتمت بمنظومة التعليم الفني، ويتم إعادة هيكلتها تحت هيكل واحد بحيث تضم كل الجهات التي تعمل على منظومة التعليم الفني.
وقالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب على القيادة وهي توفر عددا كبيرا من القيادات الذين يحصلون على مجموعة كبيرة جدا من المهارات لفترات زمنية طويلة لضمان أن لديهم المهارات القيادية لقيادة المؤسسات المختلفة.
وأكدت على أهمية المهارات الرقمية والتنكولوجية، مشيرة إلى أنه كان من المهم أن تستثمر الدولة في هذا النوع من البرامج، حيث أن وظائف المستقبل تحتاج قدرا عاليا جدا من المهارات الرقمية والتكنولوجية، موضحة أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لديها مجموعة كبيرة جدا من البرامج في هذا الصدد.
وأشارت إلى أن الدولة المصرية اهتمت بالاستثمار في مجال ريادة الأعمال، حيث أن هناك عددا كبيرا من الوزارات تعمل في برامج ريادة الأعمال لتدريب الشباب على هذا الموضوع، لافتة إلى أنه تم أيضا تدريب أكثر من 460 ألف طالب في المدارس على ريادة الأعمال.