طرح رواية «حلب.. تراجيديا الحرية» للكاتبة فوزية عرفات
صدرت حديثًا عن دار الفارابي للنشر والتوزيع، رواية جديدة بعنوان "حلب.. تراجيديا الحرية"، من تأليف الكاتبة دكتورة فوزية عرفات.
ومما جاء في الرواية نقرأ:"حاولت أن أستعيد حجابي دون أن أفلح، كلما أمسكت بأطرافه لأحكمه حول شعري من جديد عاندتني الرياح معيدة سحبه عن رأسي بتحريض من الشياطين التي احتلت المدينة بعد سقوط مساجدها، لم يكن أحد من الهاربين مهتمًا بهذه الحرب التي أشنها مع الرياح، فكل لاهٍ بنظرة الوداع الأخيرة لمدينة يستبيحها المجهول، وحدي من كنت أصر على احتشام لم يعد يجدي نفعًا أمام كل تلك الإباحية التي حملتها لنا الحرب، لم تعد يداي المصابتان بشظايا محاولة اغتيال (حرية) قادرتين على مواصلة ثورتها مع الهواء فانهزمت، كان حجابي آخر هزائمي في حلب وأول هدف للحرية تسجله في مرمى جسدي المستباح، أنهيت رقصتي مع المنديل الذي طار بعيدًا من الشاحنة راجعًا أدراجه، شق طريقه بين الموتى برشاقة، هناك يريد أن يظل معلقًا على رفات المدينة والبيوت المهجورة والورود التي لم يتبق منها إلا هياكلها العظمية.
لقد كنت آخر الورود الحية في المدينة وها أنا أتحول في هذه الشاحنة التي كومونا فيها كالخراف إلى غصن يابس بشعر منفوش، هكذا غادرت حلب كالمساجد التي أسقطوا مآذنها، محطمة كالتاريخ المبتور من النصف وفارغة كالحقيبة التي أحمل فيها ساعة أبي وذاكرة شيطان يرتكب الكثير من الحماقات، هكذا أجبروا جسدي على الرحيل أما روحي فهي كمنديلي تفضل العوم في بركة متسخة بأشباح الذاكرة على الغرق في ترف منفى لا ذاكرة له، لذلك أفلتت مني هي الأخرى ولم أبذل جهدًا لاسترجاعها لم تنجح ثورتنا لأننا كنّا نموت من أجل (الجنة) لا من أجل الوطن!".
في سياق متصل، طرحت دار الفارابي أيضًا، كتاب تحت عنوان "خطبة الجمعة.. فوضى المنابر" أزمة الخطاب الديني في زمن الأزمات، من تأليف الباحثة وفاء أبو شقرا، والتي سبق صدر لها عن نفس الدار كتاب "عندما تتكلم المصادر" في العام 2018.
وفاء أبو شقرا أستاذة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية منذ العام 2006، ومنسّقة الماستر2 في قسم علوم الإعلام والاتصال- مهني منذ العام 2013، في اختصاصيْ الصحافة الاقتصادية والتنموية والصحافة البيئية والصحية.
حازت وفاء أبو شقرا شهادة دكتوراة في "سوسيولوجيا الإعلام والاتصال" من جامعة السوربون الجديدة-باريس 3، مارست مهنة الصحافة من العام 1986 وحتى العام 2008 (تاريخ تفرّغها للتعليم الجامعي)، في عددٍ من المؤسسات الإعلامية المطبوعة والمسموعة والمرئية: إذاعة صوت الشعب في بيروت، إذاعة الشرق في باريس، صحيفة السفير، صحيفة الحياة، فضائية المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI في أدما.
وهي باحثة في الكتابة التلفزيونية والإذاعية، وآليات العمل في وسائل الإعلام الجماهيري، وإعداد وإنتاج الأفلام الوثائقية، والخطاب الديني، واللغة الإعلامية.